من لقاء مساء اليوم : (السبت 06 أكتوبر 2018م) بنادي المتقاعدين بمكتبة بلدية الساورة بوجدة مع الصديقتين : " سميرة جغو" و" بثينة لزعر" والصديقة " حياة جبروني" عن جريدة " الحياة المغربية" ..اللقاء الذي احتفى بمبدعي مدينة الناظور :" جمعية ملتقى الفن والإبداع " التي يترأسها المبدع " مولاي الحسن بنسيدي علي" ..وقد أثث اللقاء جملة من المهتمين بالشأن الإبداعي والثقافي بالمدينة : " أساتذة جامعيين وباحثين وطلبة وشعراء وإعلاميين .. وقد كان اللقاء تواصليا محضاً ينفتح على تجارب المبدعين القادمين من مدينة الناظور : " الدكتور نور الدين أعراب الطريسي" و" الناقد والباحث: " عيسى الدودي " والشاعر والمبدع " عبد الحق حسيني" والشاعر والمبدع والجمعوي: " مولاي الحسن بنسيدي علي" ..وقد سهر على تنشيط وتسيير اللقاء الدكتور "مصطفى سلوي"؛ استهل اللقاء بمداخلة الأستاذ " مولاي الحسن بنسيدي علي " الذي تحدث عن الثقافة والمثقف وأسئلة أخرى تصب في مجال الإبداع والثقافة ، ليعقبه تدخل الناقد " عيسى الدودي" الذي تحدث عن الإبداع بشكل عام وعن الإبداع باللغة الأمازيغية وأهمية النقد البنّاء في المسارات الأدبية الإبداعية ..ليتناول الكلمة الدكتور " نورالدين أعراب الطريسي " الذي نصص على أهمية التصدي للفوضى الثقافية التي سنحت للعابثين بالثقافة والإبداع عموما من تمييع الفعل الثقافي ..إذ ألمع إلى ظاهرة تسويق الغث وانخراط بعض أشباه المثقفين في تمييع الفعل الثقافي..وأشار أيضا إلى مسألة تقاطع الأجناس الإبداعية ..إذ بات المبدع ينفتح على أكثر من جنس أدبي إبداعي؛ ومن ثمة فلا يمكن القول بصفاء الجنس الأدبي الإبداعي..وقد كانت المداخلات مبنية على التفاعل مع النقط التي طرحها وأثارها الحضور ..إذ تم التطرق إلى الفعل الثقافي والموجة الجديدة للوسائط المتعددة ..والإبداع عبر مواقع التواصل الإجتماعي ..ليؤكد الدكتور "نور الدين أعراب الطريسي" على ضرورة اليقظة أمام هذا الاكتساح اللاّمعقلن والعبث الثقافي الذي أفرز موجة من الميوعة واستسهال الإبداع ..إذ دعا إلى ضرورة عودة السفينة لمسارها الصحيح وأن المبدع الحق ينبغي أن لايستعلي على الواقع .. وأن توظيفه للتخييل والرمز والغموض والمجازات يدخل في صلب عملية الإبداع ..باعتبار أن التجربة الإبداعية للعديد من المبدعين إنما نجحت لكونها اتكأت على كل هاته المقومات التي تعمل على تصوير الواقع ونقله للمتلقي بأسلوب إبداعي مائز..ناهيك عن كونها من ميكانيزمات وآليات الإبداع التي لايستقيم دونها إلى جانب النهل من النظريات الأدبية والمناهج. وأنه كلما ارتهن المبدع إليها ووظفها بشكل صحيح ومدروس كلما أسهم في معالجة القضايا الواقعية المجتمعية بشكل صحيح ..ثم أعقبته كلمة وتدخل الشاعر " عبد الحق حسيني" الذي تحدث عن تجربته الإبداعية الشعرية لاسيما أنه أتى إلى حقل الأدب والإبداع من مجال مغاير ليؤكد على أن الإبداع لا ارتباط له بحقل معين أو مجال بعينه وأن المبدع قبل كل شيء هو نِتاجُ الواقع بكل متناقضاته وأن الذات المبدعة تمتلك البوصلة التي تهديها إلى نهج سبيل دون غيره …واختتم اللقاء بتدخل الأستاذ " مولاي الحسن بنسيدي علي "؛ الذي أشار إلى كون المتلقي هو الفيصل في الحكم على الأعمال والنتاجات الإبداعية وليؤكد في ذات الآن على أن مصطلح " الثقافة" the culture مصطلح عائم وأنه في ظل العولمة/ mondialisation واكتساح الوسائط الجديدة/ الميلتيميديا عالم الثقافة بات المثقف محكوما بعدة معطيات ..وأن مسألة تمييز الغث من الجيد تعود للذائقة المتلقية للإبداع ..ليتناول الكلمة بعده مسير اللقاء الدكتور " مصطفى سلوي" الذي تحدث عن صناعة المثقف وعن الصناعة الثقافية ليؤكد على أن الثقافة باتت تحكمها قوانين التسويق والدعاية التي تخدم مصالح نخبة معينة ..وفي هذا الإطار وجب على المثقف أن ينهض بدوره ليعيد التوازن لكفة الثقافة التي باتت تتأرجح بين السياسة والفعل الثقافي غير المهيكل وغير المشيد وفق قواعد أكاديمية معرفية صِرفة.. ..كما ألمع الدكتور " مصطفى سلوي " إلى أهمية تكوين وعي ثقافي عَصَبُه الشباب المنخرط في المجتمع وقضاياه..وقمينٌ بالذكر أن اللقاء من تنظيم جمعية لرسام للتنمية والثقافة والفنون الشعبية.