يعاني الفضاء الالكتروني التونسي من المراقبة المشددة التي تفرضها أجهزة الدولة الأمنية على المدونات و المواقع الالكترونية الدولية و المواقع الخاصة بالمعارضة و الشبكات الاجتماعية كالفايسبوك و تويتر . اذ يعمد الرقيب الالكتروني المعروف تونسيا ب " عمّار 404" الى الحجب الكلّي لكثير من المواقع ك "YOU TUBE و DAILYMOTION و Metacafe " و المدونات الخاصة بنشطاء حقوق الانسان و نشطاء المجتمع المدني و موقع الجزيرة نت الى جانب موقع منظمة العفو الدولية. ويمثل الفايسبوك احدى الوسائل القليلة للتونسيين للتفاعل فيما بينهم و التواصل مع العالم الخارجي و تشير دراسات الى ان عدد مستعملي الفايسبوك تجاوز المليون شخص من اصل عشرة ملايين تونسي. اتاح الفايسبوك للاحزاب السياسية و المنظمات المدنية و النشطاء مجالا أوسع لعرض أفكارهم و نشر مقالاتهم التي تنتقد وضع الحريات المتدني في تونس و تسعى لطرح بدائل مجتمعية ديمقراطية. الّا ان مقصّ الرقيب "عمار 404" كان دائما بالمرصاد عبر اغلاق كثير من الصفحات التي تميزت بجرأة طروحاتها. هذه الحملة تصاعدت في الشهور الأخيرة لتشمل عشرات مواقع النترنت و صفحات فايسبوك. ردّا على هذا المنع الأمني الممنهج أطلقت مجموعة من النشطاء قروب سميّ "سيّب صالح " في دعوة الى التصدي لمقص الرقيب . هذا القروب شهد انضمام آلاف المستخدمين للشبكة الاجتماعية من مختلف أطياف المجتمع التونسي و الذين أجمعوا عبر الصور و التعليقات و مشاهد الفيديو عن رفضهم الشديد لاسلوب الدولة الامني في التعامل مع ما ينشر على الانترنت. الحملة التي تتواصل منذ شهر دعت الى و قفة احتجاج امام الوكالة الوطنية للاتصال تتم في يوم 22 ماي فما كان من السلطات الّا ان حولت العاصمة تونس الى ثكنة مانعة عددا من النشطاء من الالتحاق بمقرالاحتجاج و مقرات الاحزاب المعارضة. كما عمدت الى طرد المواطنين من المقاهي و الساحات التي تحيط بمكان الاعتصام و قامت باعتقال تحفظي دام أكثر من ست ساعات لناشطين من الحزب الديمقراطي التقدمي.