انتهت الانتخابات، وانتهت معها التخمينات، لتعلن فرحة البعض وذهول البعض الآخر، والقليل منهم أصيب بالصدمة. فدائرة التنافس وكما تنبأت بذلك زايوسيتي منذ بداية الحملة، انحصرت بين ستة مرشحين استطاع منهم أربعة الظفر بمقعد نيابي. بزايو غاب التنافس المعتاد مع كل انتخابات، لكن الترقب ظل مرافقا للحملة الانتخابية، بين من يعتقد أن وكيل اللائحة الوحيد المنتمي لزايو محمد الطيبي سيظفر بمقعد نيابي، وبين من يعتقد أن الأمر سيستعصي عليه لقوة منافسيه من مناطق أخرى بالناظور الكبير، ولتاريخ الطيبي مع الإقليم، حيث لم يسبق له أن فاز بأي انتخابات خاضها ضد الناظوريين، حتى اعتبر الإقليم "نحسا" على وكيل الميزان. الواقع أن وكيل لائحة حزب الاستقلال، استطاع كسب أصوات غير مسبوقة بجماعتي زايو وأولاد ستوت، فبالأولى حصل على 4961، وبالثانية حصل على 2939، ومجموعها 7900صوت، وهو رقم عجز صاحب المركز السادس محمد أبرشان في حيازته بكافة إقليمالناظور. ما حققه الطيبي بزايو وأولاد ستوت فاق كل التوقعات، حتى أنه لم يترك لمنافسيه إلا أصواتا قليلة تم التباري عليها بينهم بشكل جعل أكبر المنافسين لم يتعدى 700 صوت بزايو، وهو حزب العدالة والتنمية. انطلاقة محمد الطيبي لم يحققها حتى الفائزين الأربعة، حيث أن أفضلهم أصواتا، سليمان حوليش، لم يحصل في معقله الناظور إلا عن 6684 صوت. من هنا يتضح لنا أن الطيبي صاحب أفضل قاعدة مقارنة بمنافسيه، لكن ذلك لم يكن كافيا. فإذا كان حوليش صاحب المرتبة الأولى، لم يصل ل7000 صوت بقاعدته، فإنه استطاع كسب أكثر من ذلك بباقي الجماعات، حيث حصل على 7290 صوت خارج جماعة الناظور. ومثله الرحموني الذي استطاع كسب 9235 صوت خارج قاعدته الناظور التي حصل بها على 4318 صوت فقط. أما العدالة والتنمية التي لم تستطع الحصول على المرتبة الأولى في أي جماعة من جماعات الإقليم، فإنها استطاعت تنويع مصادر الأصوات بشكل غطى كافة الجماعات، لتصل لرقم أذهل المتتبعين، حيث حصلت على 13527 صوت. وحتى المنصوري الذي اعتقد الكثيرون أنه انتهى سياسيا، عاد من بعيد ليفاجئ المنافسين بحصوله على 12135 صوت، لكن ما يهمنا اليوم، هو حصوله على 8565 صوت خارج معقله العروي، التي حصل بها على 3570 صوت. ما سبق يعني أن النجاح خلال الانتخابات البرلمانية لا يعني التركيز على معقل معين، بل يجب تنويع مصادر الأصوات، بشكل يضمن الحصول على رقم يرفع من حظوظ الظفر بالمقعد النيابي، وهذا ما لم يستطع مرشح الاستقلال القيام به خلال اقتراع 07 أكتوبر. محمد الطيبي لم يستطع الحصول خارج زايو وأولاد ستوت إلا على 2556 صوت، وهو عدد جد قليل لرجل يطمح للمنافسة بدائرة يصل عدد الناخبين بها إلى ما يقارب 80 ألف مصوت. فانطلاقة محمد الطيبي القوية بمعقليه، لم تكن كافية لنيل صفة برلماني، و"نحس" الناظور لا زال مستمرا في وجه الاستقلاليين، فهل يكون ذلك سببا في الانفتاح على جماعات أخرى؟ أم ستستمر السيطرة على زايو دون غيرها؟