عمل الفنيقيون منذ تاريخهم السحيق على إقامة شواهد جنائزية تذكارية تخلد ذكرى موتاهم وتتضمن كتابات مرفوعة الى الالهة السامية المعبودة آنذاك وكانت الغاية التقرب والتبرك منها ونيل رضاها والاستعانة بقوتها من الآفات و الكوارث وإخلاد المدفون تحت رحمتها و بركاتها. وكنا قد تطرقنا بمساهمة سابقة عن الشاهد التذكاري الفينيقي المكتشف باغيل امدغار بتاريخ 21يناير 2014والذي كان في ظل الاندثار لولا ان تمسكنا بنقله والمحافظة عليه. و المكان الذي اكتشف فيه الشاهد هو بمحيط مزارة أثرية قديمة عندما كان احد الساكنة يقوم بعملية تشجير بالمكان الأثري وهو دون علم عن قيمته التاريخية و الأثرية ولاسيما أن المكان حسب علمي يتضمن مقبرة فينيقية وبونية بناء على الشاهد الحجري ومظاهر لدهاليز تحت أرضية المحيطة بالمزارة والتي بنيت بعض أساسات إحدى المساكن على دهاليز محفورة بعمق تجاوز المترين لم يكن لدى معمري المنطقة علم بتلك الدهاليزالارضية منذ فترة حياتهم والتي أظهرتها عوامل التعرية.