يعكف المخرج حميد زيان على تصوير أحداث المسلسل الأمازيغي الجديد "تماوايت". وكما يدل العنوان على ذلك, فإن العمل القادم يفرد حلقاته للتعريف, ولرد الاعتبار لفن "تماوايت" الغنائي الشعبي الذي اشتهرت به منطقة الأطلس المتوسط من خلال العديد من الأصوات لشعراء وفنانين أمازيغ صدحوا به على مر الأجيال. "تماوايت" مسلسل اجتماعي درامي يعالج في ثلاثين حلقة قصة بنون النسوة بطلتيها أم وابنتها تقاذفتنهما متاهات الحياة لتذوقا معا من نفس كأس قسوة العيش لكن مع اختلاف ظروف ومواقف كل واحدة منهما. فاضمة, الأم, مغنية سابقة ذاع صيتها في الأوساط الفنية الأمازيغية وتبوأت مكانة مرموقة و طبعت اسمها في الساحة الفنية بشكل كبير. غير أن أحوالها ستتغير فجأة بسبب فقدانها لمكانتها وسقوط أسهمها في المجال الفني لتفقد بذلك مكانتها بين محبيها, ما اضطرها إلى مواجهة ظروف مادية صعبة أجبرتها على هجرة مسقط رأسها في اتجاه مدينة الدارالبيضاء. هناك امتهنت فاضمة جميع الحرف من أجل كسب قوت يومها كي توفر لابنتها ما تحتاجه من أجل إتمام دراستها, فعاشت على أمل أن ترى يوما ابنتها نعيمة تتسلم شهادتها العليا. أما نعيمة,الشخصية المحورية في المسلسل, فهي مثال للفتاة المغربية المثابرة الشقية العاشقة والفنانة الجميلة الأنيقة والعصرية التي سيجور عليها الزمان ويسلبها نعمة الحنان بعد أن فقدت والدتها في وقت كانت تمني فيه النفس بأن تحقق أمنية والدتها التي حلمت دائما بأن ترى ابنتها وقد نالت الشهادة الدراسية العليا التي اختارت من خلالها تناول موضوع نشأة ومسار الأغنية الأمازيغية في المغرب.. وفاة والدة نعيمة سيغير مسار حياتها فتقرر السفر إلى مدينة مريرت كي ترد الاعتبار لوالدتها بالغوص في خبايا حياتها. هناك ستلتقي بأشخاص كانوا يعملون مع أمها حين كانت نجمة الأغنية الأمازيغية والذين سيمدونها بجميع تفاصيل حياة أمها و من تم ستجد الطريق نحو معرفة كل أولئك الذين ساهموا في التعريف والرقي بالأغنية الأمازيغية وتتعرف أكثر على تاريخ كبار الأغنية الأمازيغية . المسلسل تتخلله قصتي حب للبطلة, حكم على واحدة بالفشل, فيما انتهت الثانية بالزواج. و يسعى المخرج من خلال معالجته لأحداث مسلسل "تماوايت", الذي يجري تصويره بين مدينتي الدارالبيضاء وأزرو, إلى رد الاعتبار لمهنة المغنية الشعبية كفن تراثي قادم من عمق تاريخ التراث المغربي الأمازيغي الذي يمتاز بقاعدة واسعة لعشاقه عبر أنحاء المغرب. مثل هذه المواضيع تتطلب خصوصية في كتابة السيناريو والإخراج أي حبكة درامية تستمد أحداثها من حكايات اجتماعية أسرية تشكل سردا روائيا لا تخلو من متعة الفرجة والترفيه ومن أجل الحصول على مسلسل تلفزيوني مغربي ناطق باللغة الأمازيغية قادر على إبراز الجانب الثقافي والتراثي في الحضارة الأمازيغية بصورة سينمائية معبرة وبجودة عالية متطورة عمل المنتج على جلب معدات تقنية حديثة مع الاعتماد على طاقم تقني محترف. كما ستعطى أهمية كبرى لاختيار الممثلين المحترفين المتمكنين من اللغة الأمازيغية للأدوار الرئيسية مع منح فرص للممثلين الأمازيغ الشباب خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي و جعل الممثل المناسب في الدور المناسب. كما سيتم الاهتمام بإدارة الممثل وتوجهه حسب الحالة التي يجب أن تكون عليها الشخصية مع إعطائه الحرية في البحث عن إضافات يمكن أن تغني المشهد . و إدراكا منه بأهمية الملابس والدور الذي تلعبه في إبراز ملامح الشخصية من الناحية النفسية والاجتماعية و المادية سيعتمد المنتج على الملابس العصرية والتقليدية على حد السواء على أساس أن تكون أنيقة و جذاب تعكس أناقة الشخصية المغربية الأمازيغية . إلى جانب معالجة موضوعنا الأساسي سيعمل على إبراز ما تزخر به بلادنا من طبيعة خلابة التي تتنوع من منطقة إلى أخرى و كدا المعالم التاريخية والعمرانية التي تميز المناطق الأمازيغية مع إعطاء أهمية كبرى للديكورات الداخلية التي ستكون ديكورات أنيقة وفاخرة . كل هدا من أجل جعل كل المشاهد قادرة على ترك صدى طيب عند جمهور التلفزيون وتقديم المبتغى منها وهي الفرجة والإفادة بصناعة سينمائية مغربية احترافية. ويلعب أدوار البطولة كل من الفنانة لطيفة أحرار, و مريم عنوز, و عايشة مايا, و هاجر ضحى, و حادة أوعبو وغيرهم ن الوجوه الفنية الأمازيغية.