رغم انقسام أحزاب المعارضة البرلمانية، وتقديمها مرشحين لانتخابات رئاسة مجلس المستشارين، إلا أن الأغلبية الحكومية لم تستطع تقديم مرشح مشترك لمنافسة الرئيس الجديد حكيم بنشماس، ومنافسه الوحيد، الاستقلالي المعارض عبد الصمد قيوح. ومباشرة بعد اشتداد المنافسة على منصب رئيس الغرفة الثانية، أعلن حزب التقدم والاشتراكية، المرشح الوحيد المنتمي للأغلبية الحكومية، انسحابه من المنافسة، لتعود الرئاسة بعدها إلى رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بنشماس، بعدما تغلب بصوت وحيد على مرشح حزب "الميزان"، وذلك بعدما حصل على 58 صوتا، مقابل 57 صوتا لمنافسه. وعزت قيادة حزب التقدم والاشتراكية الخروج من المنافسة، وسحب ترشيح عبد اللطيف أوعمو من انتخابات رئاسة مجلس المستشارين، لما اعتبرته عدم التزام مستشاري الحركة الشعبية بالتصويت لصالحه، وتوجههم للتصويت لصالح الأصالة والمعاصرة. وحسب ما علمت به هسبريس من مصادر، في الأغلبية الحكومية، فقد شهد يومَا ما قبل الانتخابات اتصالات مكثفة بين قادتها، لكنها فشلت في تحقيق الإجماع على مرشح مشترك، وذلك بعدما أعلن امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، عدم رغبة حزبه في تقديم مرشح، رغم الدعم الذي حظي به من طرف الأمينين العامين لحزبي العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية. وحسب المصادر ذاتها، فقد اتصل العنصر، ليلة الاثنين الماضي، بكل من عبد الإله بنكيران ومحمد نبيل بنعبد الله، وبعدما أخبرهما بأنه لا رغبة لحزبه في التنافس على الرئاسة، لكونه لا يتوفر على شخصية لها مواصفات هذا المنصب الحساس، وأكد أنه لن يضمن للأغلبية أصوات مستشاري حزب "السنبلة"؛ وهو الأمر الذي أغضب كثيرا الحلفين في "الكتاب" و"المصباح". وفي الوقت الذي اختار حزب التجمع الوطني للأحرار التزام الصمت، والابتعاد عن تفاصيل مفاوضات الأغلبية، منذ لقاء يوم الأحد الماضي الذي لم يخرج بأي نتيجة تذكر حسب مصادر الجريدة، وضع رئيس الحكومة سيناريو لترشيح أحد مستشاري حزبه، لكنه تراجع في آخر لحظات المنافسة. وسجلت مصادر هسبريس أن التحركات التي قام بها كل من بن عبد الله وبنكيران، في اتجاه تقديم المستشار البرلماني عن حزب "المصباح" نبيل الشيخي للمنافسة، تم التراجع عنها، لغياب التجربة لديه، بالإضافة إلى تخوفات الأغلبية من ضربة موجعة من المعارضة؛ بسبب توجه كل من "الأحرار" و"الحركة" للتصويت لصالح مرشح "البام" بنشماس. جدير بالذكر أن أحزاب المعارضة الأربعة حصلت في انتخابات المجلس الأخيرة على ما مجموعه 55 مقعدا، من أصل 120، فيما نالت أحزاب الأغلبية 32 مقعدا.