مباشرة بعد الهجوم على "شارلي إيبدو" الذي أدى إلى مقتل 17 شخصا ،حيث كشف الضعف ألاستخباراتي الفرنسي بعيدا عن التنسيق مع المغرب، دعا كبار السياسيين الفرنسيين الى ضرورة النهوض بالعلاقات الفرنسية المغربية وإحياء التعاون الأمني ولاستخباراتي بين البلدين. أول من دعا إلى عودة العلاقات الطبيعية بين فرنسا و المغرب الرئيس الاسبق نيكولا ساركوزي وذلك في معرض تقديمه لوصفته لمحاربة الإرهاب والتطرف في فرنسا خلال مداخلة له على أثير إذاعة "RTL" الفرنسية، حيث اعتبر أن تعزيز التعاون الأمني مع المغرب، إلى جانب تركيا، يعتبر المفتاح الأول للتصدي للجهاديين و لمواجهة خطر الإرهاب. وأشار زعيم الحزب اليميني الفرنسي أن فرنسا مضطرة للتعاون مع المغرب فيما يخص الفرنسيين العائدين من مناطق التوتر معتبرا المغرب مصدر أساسي للمعلومة الأمنية و الاستخباراتية . واستغرب المسئول الفرنسي السابق هذه القطيعة التي قال إنه يجهل أسبابها، وفي رد له على سؤال حول الإجراءات التي على البلاد اتخاذها لتأمين نفسها ومواجهة خطر الإرهاب، قال إن على فرنسا تقوية تعاونها مع بلدان الجوار، مشيرا على وجه الخصوص إلى المغرب الذي قال عنه إنه "مصدر معلومات" لفرنسا. وفي خضم هذا "التخبط السياسي" ، توالت دعوات من كبار السياسيين الفرنسيين لحكام الإليزيه الحاليين بضرورة النهوض بالعلاقات الفرنسية المغربية وإحياء التعاون الأمني ولاستخباراتي بين البلدين كان أخرها وزير الداخلية الفرنسي السابق، شارل باسكوا الذي شدد على ضرورة التعاون والتنسيق مع المغرب لمواجهة خطر الإرهاب. الوزير السابق وفي حوار مع صحيفة "لوفيغارو" بدا وكأنه يحمِل السياسة التي تتهجها فرنسا تجاه المغرب خلال الفترة الأخيرة، جزءا من المسؤولية عن المذبحة التي شهدتها صحيفة "شارلي إيبدو" . بالمقابل يرى متتبعون ان الجمود الحاصل في التعاون بين المغرب وفرنسا في مكافحة الإرهاب، وذلك بعد تجميد التعاون القضائي على خلفية قرار قضاء فرنسا استدعاء مدير المخابرات المغربية بالمقابل وشحت اسبانيا رجال المخابرات المغربية وفي مقدمتهم عبد اللطيف الحموشي بوسام الصليب الشرفي للاستحقاق الأمني بتميز أحمر ، المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بعد قرار حكومي صادق عليه مجلس الحكومة الإسباني نضرا للتعاون المغربي الكبير في المجال الأمني و مجهودات الأجهزة الأمنية المغربية في تفكيك عدد كبير من الخلاياالارهابية في عمليات استباقية . وأشار مسؤولون امنيون اسبان ان العلاقات الجيدة بين الأجهزة الأمنية المغربية وإلاسبانية ثمرة المجهودات الجبارة و احترافية المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني «ديستي»، ولقدرتها القوية على التكيف مع مختلف التطورات البشرية والتكنولوجية، في ظرفية إقليمية وعالمية تتميز بتقلبات قوية وتعدد التهديدات التي تستهدف السلم والاستقرار في العالم.