سعيد عنان لاعب سابق لكرة القدم مرّ من نادي شباب المحمدية وفريق "القرض الفلاحي" الذي تحول لاحقا إلى "سبورتينغ سلا"، مع تتويجه رفقة الأخير هدافا للدوري المغربي في موسم 1997-1998. راكم اللاعب نفسه تجارب احتراف عديدة، انطلق من التنافس الكروي بالمملكة العربية السعودية قبل الالتحاق بالدوري القطري، ثم جاور بطولة الصفوة في الإمارات العربية المتحدة لفترة زمنية عادلت 8 سنوات. البداية مع الشباب يقول عنان إنه نشأ في أسرة متواضعة جدا، وقضى السنوات الأولى من حياته بين الالتزامات الدراسية وعشق ممارسة كرة القدم على مستوى أحياء المحمدية. تطورت مهارات سعيد في اللعبة، وحرص على تعلّم تقنياتها بين دروب "مدينة الزهور" التي رأى فيها النور، ثم التحق بصغار "شباب المحمدية" وهو في ربيعه 13. خاض اللاعب الدولي السابق، حينذاك، اختبار انتقاء نظم في "ملعب العالية"، معقل التكوين الخاص بالنادي نفسه، ضمن 200 طفل اختير منهم 16 فقط. "كان نادي الشباب في أوج عطائه وقتها، وخالجني فرح كبير حين ولجت الفريق بنية أن أغدو واحدا من نجومه المستقبليين"، يورد سعيد عنان. إلى ملعب البشير تواجد اسم عنان، دوما، في لوائح صغار اللاعبين الذين تتم ترقيتهم إلى الفئة اللاحقة، وأبرز علو كعبه أكثر حين وصل فئتي "الشبان" و"الشبان أ" في شباب المحمدية. يدين سعيد بلعبه في الفريق الأول للنادي إلى الإطار التدريبي عبد الله السطاتي، الذي واظب على رصد مهاراته في "الشبان أ"، فالتحق ب"قائمة الكبار" وهو لم يتجاوز 17 سنة من عمره. بداية عنان اللعب لنخبة "شباب المحمدية" جعلته يجاور قامات كروية من طينة اعسيلة وميكي والطاهر رعد، وآخرين أبرزهم الناصري والبلاوي، وغيرهم ممن كان سعيد يحلم برؤيتهم يلعبون ثم التقاط صور تذكارية بمعيتهم. هجرة رياضية حين وصل إلى ما اعتبره "نهاية تجربته الكروية في المغرب"، توجه سعيد عنان إلى الاحتراف في الدوري السعودي لكرة القدم، لكن ذلك لم يستمر غير سنتين عاد بعدهما إلى اللعب في الوطن وانتزاع لقب هداف الدوري سنة 1998 مع سبورتينغ سلا. عاد اللاعب ذاته إلى "الهجرة الرياضية" عبر بوابة "نادي السد" القطري، ثم التحق ب"نادي الخليج" في الإمارات العربية المتحدة، وبهذا البلد استغرق 8 سنوات من الترحال بين عدد من أندية كرة القدم. أصر سعيد عنان على عيش عشقه لهذه الرياضة كلاعب أطول مدة ممكنة، ولم يعلن اعتزاله النزول إلى ميادينها الخليجية حتّى شارف على سن الأربعين، وتحديدا عند استكمال عامه ال37 من العمر. بخصوص ذلك، يورد اللاعب السابق: "كان بإمكاني الاستمرار في اللعب لأنني كنت متشبثا بأوج عطائي، لكن حسم قرار الاعتزال وقفت وراءه كثرة معاناتي من الأرق؛ فقررت إنهاء مساري كلاعب". استثمار في المملكة قفل سعيد عنان إلى الوطن عقب إنهاء مشواره الاحترافي في كرة القدم، مقررا الاستناد إلى عوائد ممارسته الرياضية في خلق حزمة من المشاريع الاستثمارية ترقى بوضعه الاجتماعي والاقتصادي. اختار لاعب الكرة السابق الإقبال على قطاع الخدمات، واستثمر في مجموعة من المقاهي والمطاعم، خالقا بذلك عشرات الفرص من الشغل التي أراد أن يستفيد منها شباب مدينة المحمدية. طور عنان أداءه البديل لما اعتاد عليه في ملاعب كرة القدم من خلال الانفتاح على قطاع الإنعاش العقاري، ودخل شريكا في مؤسسة متخصصة في البناء بهدف مواصلة استثمار ما يجنيه من أموال. نداء الإمارات "زارني صديق إماراتي في المغرب، كان مجاورا لمسيرتي الكروية كلاعب أيضا، فعرفته على ما أقوم به في الإنعاش العقاري ليقرر خوض التجربة نفسها في الإمارات العربية المتحدة"، يقول عنان. وأضاف سعيد في السياق نفسه: "دعاني صديقي إلى التدقيق في ما يقوم به بعد سنوات من الأداء الفعلي، فلبيت النداء، ليقترح عليّ مشاركته خبرتي لتنمية الشركة التي أنشأها. وبعد مشاورات مطولة مع أسرتي، وافقت على اقتراحه". يرى عنان أن عودته بمعية أسرته إلى الإمارات فتحت أمامه الباب للرفع من مستوى معاملاته في قطاع الإعمار، مستغلا الفرص العديدة التي يتيحها البلد للاستثمار في هذا المجال، مرتقيا بتطوره ليدرك أعلى المستويات. نقل الخبرة استغل عنان رجوعه وأسرته إلى الإمارات، أيضا، للقيام بمعادلة شواهد تدريب حاز عليها من الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بالموازاة مع نشاطه التجاري والخدماتي الذي التزم به في المملكة منذ اعتزاله اللعب. تلقى الإطار المغربي مقترحات للإشراف على تداريب فئات الشبان بمجموعة من نوادي كرة القدم بالإمارات العربية المتحدة، لكن بعد مقرات هذه الفرق عن دبي جعله يرفض أي تجربة ترهق التزامه في ميدان الاستثمار. ويشدد سعيد عنان على أنه مصر على نقل خبرته الرياضية إلى الأجيال الحالية والقادمة بصفته مدربا لكرة القدم، ويردف: "الحنين إلى الميادين الكروية ما يزال مكنونا في القلب، وأبحث عن فرص تتيح لي العمل كمدرب لفئة الشبان في إمارة دبيّ". الماضي في الميزان يعتبر عنان أن مسيرته الرياضية لم تكن سهلة بالشكل الذي تلوح به، ويصر على أن مستوى اللاعبين خلال استهلال مشواره كان يملي بذل جهود كبيرة لنيل الاستحقاق. "أدين بنجاحي الرياضي إلى الإطار عبد الله السطاتي، وأيضا إلى المدرب الفرنسي غونزاليس الذي حفزني على المواظبة على التداريب وعدم التخلي عن الأمل في مجاورة كبار شباب المحمدية"، يقول سعيد عنان. كما يفخر الرياضي المنتمي حاليا إلى شريحة "مغاربة العالم" بالاحترام الكبير الذي يلاقى به اسمه في الخليج، خصوصا الإمارات، بعد التجربة الطيبة التي بصم عليها في التنافس المحلي. وصايا عنان من خلال تجربته، يحسم عنان بأن "الهجرة تجعل المقدم عليها يتخلص من مشاكل تعترض سبيله في الحياة، لكنها حبلى بسلبيات عديدة، أبرزها النأي عن الوطن ومن فيه من أصول وأقارب وأصدقاء". ويردف اللاعب السابق: "النجاح في بلدان خارج المغرب يستلزم التوفر على تكوينات في مستويات عالية، فالعيش وسط ظروف ممتازة في الإمارات، مثلا، غير متاح لمن لا يتوفرون على كفاءات بارزة". يوصي سعيد عنان الراغبين في الهجرة بالإقبال على الدراسة والتعلم حتى درجات متقدمة، ضمانا لحياة مستقبلية مريحة أكثر، دون إغفال تحقيق الاندماج وإبراز الاحترام لمن هم في مجتمع الاستقرار.