يكثر السؤال عن العلاقة الحميمة في رمضان، وكيف يمكن الحصول على علاقة متوازنة ومريحة في شهر الصيام، وهو سؤال دائماً ما يتكرر كل عام مع اقتراب موعد الشهر الفضيل، وعادة ما يحمل السؤال الكثير من التساؤلات عن الأحكام الفقهية، والتي تحتاج الى المختصين في الشريعة للإجابة عنها، أما نحن فسنعرض الحقائق العلمية المتعلقة بالعلاقة الحميمة من الناحية الطبية، والنفسية وأيضاً الاجتماعية أثناء هذا الشهر الكريم. وقد نتمكن من تغيير بعض الممارسات الخاطئة للعلاقة الحميمة نظراً لما يتيحه هذا الشهر من القدرة على التحكم في العوامل المتعلقة بتوقيت العلاقة، وأيضاً الارتباط الوثيق بين الأداء الحميم وبعض العادات السلبية المتبعة في رمضان خاصة ما يتعلق بالأكل والزيادة في الوزن والسهر، وهي أمور تنعكس سلباً على جودة العلاقة. الحالة الأخت آمال. خ، أرسلت تسأل عدة أسئلة تدور حول العلاقة الحميمة في رمضان، وخاصة أنها متزوجة حديثاً منذ ما يقرب الشهرين، وتقول: إنها حريصة على أن تستفيد من شهر الصيام روحياً وجسدياً، ولا تعرف كيف تحسن العلاقة الحميمة أثناء هذا الشهر الكريم، فزوجها يتقن اللقاء الحميم بصورة يومية، ولا يمكنها أن تجعله يخفف، أو يقلل من هذا اللقاء الممتع للطرفين، ولكن لأن هذا أول رمضان يمر عليها وهي متزوجة، تسأل عن كيفية وتوقيت وأيضاً نوع العلاقة الخاصة والحميمة، وهل هناك أوقات أفضل لهذه العلاقة؟ خاصة وأن طول فترة الصيام. وفي هذه الأجواء الحارة جداً، تجعلها تتساءل عن نوعية الغذاء والوجبات الرمضانية، ومدى تأثيرها على العلاقة الحميمة، حيث إنها سمعت الكثير من النصائح عن الأكل في رمضان، ولكن لم يتطرق أحد إلى الحديث عن أنواع الطعام، ومدى علاقتها بالممارسة الحميمة في رمضان، وتضيف: إن زوجها لم يمانع في أن تسأل، ولكنه أبدى استغرابه من هذه الأمور، والتي لم تخطر على باله قائلاً: إذا كان هناك ما يحافظ على هذه العلاقة الجيدة فلم لا؟ الإجابة تحياتي سيدتي على وعيك الصحي الرائع في المحافظة على جوانب الحياة، والتي لا يهتم الكثيرون بالسؤال عنها إما جهلاً وإما حياءً؛ لأهمية العلاقة الحميمة في رمضان وكيفية تحسينها، أو حتى المحافظة على الأداء المحقق لرضا الزوجين، سواء كانا حديثي زواج أو حتى ممن مر وقت طويل على زواجهما، وإليك بعض الحقائق المتعلقة بالصحة الجنسية في رمضان. أولاً: رمضان يعدّ فترة مهمة لإعادة صيانة أعضاء الجسم، وتحسين أداء الوظائف الحيوية للإنسان، ولذلك يجب استمرار العلاقة الحميمة بين الزوجين في فترة الإفطار، وبنفس المعدل المعتاد لها، وبخاصة لحديثي الزواج، ويكون ذلك بالموافقة والرضا بين الزوجين. ثانياً: اختيار توقيت هذه العلاقة يكون بالمشاركة بين الزوجين، مع الأخذ في الاعتبار ألا يكون بعد وجبة الفطور، أو وجبة السحور مباشرة، والتوقيت الأمثل يكون بعد تناول الطعام بساعتين على الأقل؛ حتى لا يحدث التلبك المعوي والذي يعدّ شكوى الكثيرين، خاصة في أول أيام الصيام، كما يجب أن يكون هذا اللقاء في وقت مناسب للزوجين، وبعد أن يكملا أعمال البيت، أو القيام بالعبادة، بحيث لا يكون هناك ضغط للإسراع في إتمام الممارسة، نظراً للارتباط بمواعيد مقبلة، والأمر متروك لكل زوجين، حسب ما يناسبهما، من دون جدولة مملة، أو مجهدة، فهي علاقة تناغمية من دون أن تصبح مجرد أداء جسدي. ثالثاً: ما تعود عليه الزوجان يكون مناسباً للاستمرار في أدائه في رمضان، ويحبذ تطويل المداعبة إذا ما أرادا؛ لأنها تساعد الجسم على الأداء الأفضل، كما أنها – أي المداعبة – تحسن من التقارب النفسي للطرفين، بعد يوم طويل من الصيام، ما يساعد على تحسين نوعية النوم في رمضان، كما تساعد على حرق عدد أكبر من السعرات الحرارية، وبالتالي التحكم في مشكلة زيادة الوزن إلى حد ما. رابعاً: من الأمور السلبية نوع الطعام الذي نتناوله في رمضان، والذي يحتوي على كمية كبيرة من الدهون المشبعة، الأمر الذي يجعل العلاقة الحميمة أقل فعالية من ناحية تحقيق الرضا لدى الطرفين، وأيضاً نتيجة زيادة الوزن التي يشكو منها معظم الناس في رمضان، وللممارسة الأفضل يجب أن تحتوي الوجبات الرمضانية على الكثير من الخضراوات والفواكه، والمأكولات البحرية وبخاصة الأسماك، وأيضاً يجب الاهتمام بتناول كميات جيدة من الماء، وعدم الاكتفاء بالعصائر للحصول على السوائل، وبخاصة في الأجواء الحارة، ويمكن أن يتناول الزوجان كوباً من عصير الفاكهة الطازجة قبل العلاقة الحميمة، والتي تمنح الجسم الطاقة للقيام بهذا النشاط بصورة أفضل. خامساً: اللقاء الحميم في رمضان هو نوع من أنواع ممارسة الرياضة البدنية والنفسية، ولكن لا يغني عن التمارين الرياضية اليومية، والتي تحسن الأداء الجنسي والنفسي، وتساعد على تقوية جهاز المناعة لدى الفرد، ويمكن للزوجين أن يمارسا أي نوع من النشاط الرياضي، مثل المشي، لمدة لا تقل عن ثلاثين دقيقة يومياً قبل اللقاء الحميم، والذي يمكن أن يكون بحسب ما تعودا عليه، ويعدّ المعدل المقبول لهذا اللقاء، من مرة إلى مرتين أسبوعياً، حسب الحاجة والرغبة فيه. سادساً: الاهتمام بأخذ فترة استرخاء بعد اللقاء الحميم؛ ما يساعد الجسم على استعادة التوازن الفسيولوجي، وتتراوح هذه الفترة من شخص لآخر، من دقائق إلى ساعات، وتختلف أيضاً عند الرجال عن النساء، فالرجل يحتاج إلى فترة أطول، وقد يخلد للنوم، ويجب على الزوجة وخاصة حديثة الزواج، أن تتعود على ذلك، ولا تنزعج (وهنا نصيحة للزوج أن يحتضن الزوجة، حتى ولو لدقائق بسيطة، ما يجعلها تشعر بالراحة النفسية).