ينتظر أن يتقدم الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية بمشروع قانون يفرض، بعد بث أذان الصلاة على شاشة القنوات التلفزيونية المغربية (الأولى ودوزيم والأمازيغية والرياضية والتربوية والسادسة وميدي 1تي في)، أن يتبع ذلك بث تصوير صلاة الوزراء والسادة البرلمانيين، وانتقال كاميرات التلفزيون إلى مكاتب الوزارات وقاعات لجن البرلمان بغرفتيه، وأن يتم بث صلاة الوزراء بالتناوب، عند موعد كل صلاة حيث يتم تصوير مجموعة من السادة الوزراء.. فصلاة الظهر ليوم الاثنين، مثلا، سيتمتع السادة المشاهدون برؤية وزير الدولة عبد الله باها وهو يستعد للتكبير، ثم تنتقل بنا الكاميرا لنشاهد وزير العدل والحريات مصطفى الرميد وهو يقرأ سورة الفاتحة في خشوع، ثم نشاهد وزير العلاقات مع البرلمان الحبيب الشوباني راكعا الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية نرى عبد القادر عمارة، وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة ساجدا، ومحمد نجيب بوليف، الوزير المنتدب لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك المكلف بالنقل يحرك أصبع سبابة يمناه بالتحيات الزكيات، ولحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، وهو يضم ذراعيه إلى صدره يقرأ بالجهر سورة الفلق، وعزيز رباح وزير التجهيز والنقل واللوجستيك في لقطة ما بين الركوع والقيام، وإدريس الأزمي الإدريسي الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية في السجدة الأخيرة، ثم تختم هذه المشاهد بلقطة مكبرة لرئيس الوزراء عبد الإله بنكيران وهو يلتفت يمنة ويسرة يسلم منهيا صلاته بالدعاء المستجاب أن يطيل الله عمر الحكومة المظفرة. ويمكن أن يصلي أكثر من وزير إلى ثلاثة في مكتب واحد، كما فعل الوزيران مصطفى الخلفي وإدريس الأزمي (أنظر الصورة). وتتناوب القنوات المذكورة على تصوير صلاة الوزراء. أما البرلمانيون فيمكن أن يلتحق بعضهم بمكاتب الوزراء ليظهروا من ورائهم وهم يصلون، أو ينتظرون صلاة الجمعة ويتقدموا الصفوف الأمامية للمصلين..
ليس هناك أي مانع شرعي لا يجيز تصوير الصلاة، والفتاوى التي افتت بالتحريم والمنع هي فتاوى لا يؤخذ بها، كما حدث في الشقيقة مصر خلال الانتفاضات التي أطاحت بالمخلوع حسني مبارك أو التي أسقطت المعزول محمد مرسي. بل إن من شأن نقل الصلوات الوزارية أن يلهي الشباب عن متابعة المباريات الكروية المنقولة على التلفزيون فتنتشر بينه محبة الصلاة والاقتداء بالوزراء الصالحين لأن الصلاة هي عماد الدين.
إن تصوير صلاة الوزراء ليدخل في باب التباهى والتفاخر بالأعمال الصالحة الحسنة، وما دامت الحكومة تفتقر للعمل الصالح حتى الآن، فلتصور صلاة وزرائها فبل أن تقرأ عليها صلاة الجنازة..