دافع وزير التعليم العالي الحسن الداودي عن موقفه من مسألة مجانية التعليم العالي، وقال إن الوضعية الراهنة التي يعرفها قطاع البحث العلمي والتعليم العالي تتطلب حلولا جذرية وإصلاحا عميقا مضيفا أن المغرب لن ينهض بدون تحسن الوضعية الإقتصادية لبلدان أوروبا. وأكد في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للأكاديمية الصيفية لأطر الغد التي تنظمها منظمة التجديد الطلابي في الفترة من 24 -31 غشت الجاري بالرباط أن حديثه عن الرسوم الخاصة بالتعليم العالي يتعلق بالطبقات الميسورة التي يتعين عليها أن تسه في تحمل جانب من نفقات الدولة في هذا المجال، من باب التضامن بين الفئات الغنية والميسورة والفئات المعوزة والفقيرة.
ورد الداودي على منتقدي تصريحاته بخصوص مجانية التعليم العالي بقوله "إن من يقول بمجانية التعليم العالي يدرسون أولادهم في فرنسا وأوروبا، ويدرسونهم بالقطاع الخاص، بينما أبناء الفقراء في الجبل محرومون من إكمال دراستهم العليا"، وأضاف "هل المطلوب منها أن نرفع شعارات المجانية في التعليم العالي بحثا عن الشعبوية، أم علينا أن نعمل من أجل أن يؤدي الغني الذي يسفر أبنائه للخارج على الفقير في مقابل أن توفر الدولة التعليم للجميع بأرض الوطن وتحتفظ بكفاءاتها من الهروب للمؤسسات التعليمية الدولية؟".
ودعا وزير التعليم العالي الحكومة إلى الانكباب على مشروع تجميع مؤسسات التعليم العالي في أقطاب كبرى بدلا اعتماد كل وزارة على مؤسسات خاصة بها للتكوين، مشيرا في هذا الصدد إلى فشل التجربة الفرنسية المعمول بها في المغرب، وأكد أنه على الحكومة أن تنكب على ملف تمويل التعليم بعد خلق المجلس العالي للتربية والتكوين، ميرا بأنه لا يمكن الاستمرار بهذه الميزانية الهزيلة المرصودة لهذا القطاع الحيوي الذي اعتبره القاطرة الحقيقية للتنمية، منتقدا في الوقت نفسه القانون المؤطر للتعليم العالي الذي لا يشير للبحث العلمي.
الأزمة الاقتصادية وتوقع الداودي -أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس- أن تستمر الأزمة الاقتصادية في أوروبا لعشر سنوات مقبلة، بل ربما تمتد عدوى الربيع العربي إلى اليونان وغيرها، مؤكدا أن المغرب لن ينهض بدون تحسن الوضعية الإقتصادية لبلدان أوروبا.
وركز وزير الدولة عبد الله بها -الذي حضر الجلسة نيابة عن رئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران باعتباره أمينا عام لحزب العدالة والتنمية الغائب عن حفل الافتتاح- على جملة من المبادئ والقيم التي يجب أن يتحلى بها أطر الغد، وقال "اختيارنا جميعا للإصلاح في ظل الاستقرار يتطلب منا كافة إرادة جماعية ومساهمة للكل في الإصلاح بعيدا عن السلبية".
منطق الريع
من جهته، قال رئيس حركة التوحيد والإصلاح محمد الحمداوي إن التغيير الذي شهده العالم العربي أصبح يفرض حضورا أكبر للأطر، ففي ظل الأنظمة المستبدة كانت فئة الأطر والشباب هم الأكثر انسحابا من الساحة، لكنه أصبح مطلوبا اليوم إعداد الإطار العضوي المبدع الذي يتقن تخصصه وينخرط في خدمة المجتمع، وهذا ما تسعى الأكاديمية الصيفية لأطر الغد لتحقيقه من خلال اختيارها لشعار "نخبة منتجة وشباب مبادر مسارنا لبناء الوطن”.
أما كلمة رئيس منظمة التجديد الطلابي محمد البراهمي فقد شدد خلالها على ضرورة إشراك الشباب والمنظمات الطلابية على أرض الواقع والقطع مع منطق الريع السياسي الذي كان سائدا، وقال بأن المغرب يعرف صراع إرادتين: إرادة تسعى لاستعادة كرامة الشعب وقيمه الإسلامية، وإرادة تجر للاستمرار في منطق الفساد والاستبداد.
تكريم الطالب
وقد شهدت الجلسة الافتتاحية وليبيا لهذه الأكاديمية التي تعد أول أكاديمية بالمغرب تفتح فضاء للتواصل والتكوين للنخبة من طلبة وخريجي المعاهد العليا وكليات الطب تكريم الطالب عثمان شوقي الذي تحدى إعاقة الجسدية ومشاكله النفسية وحصل على معدل 17 في الباكالوريا، حيث قدمه له الدكتور الحسن الداودي وزير التعليم العالي درعا بالمناسبة، كما كرمت الأكاديمية صاحب فكرتها السيد معاذ الحمداوي الي القى كلمة حول الإرهاصات الأولى لفكرة الأكاديمية التي دخلت سنتها الخامسة. ويشارك في الأكاديمية لهذه السنة بالإضافة إلى الطلبة المغاربة وفود كل ليبيا، تركيا ومصر