مشكلات النوم واضطراب ساعاته من المشكلات الطبيعية التى يمر بها نمو الأطفال خلال سنوات أعمارهم الأولى.. ولا توجد أسباب حقيقية يمكننا الوقوف عليها لتجنب مشكلات اضطراب النوم ولكن يختلف الامر من طفل لاخر ومن سن لاخر وان كنا نتفق فى النهاية على كونها مشكلة عابرة يمكن المرور بها بسلام اذا تعلمنا كيفية التعامل معها بحكمة. قبل بلوغ الشهر الثالث: فى الشهور الثلاثة الاولى يكون نوم الطفل وفقا لاهوائه الخاصة ويخضع لطبيعته التى تختلف عن غيره من الاطفال الاخرين. يخلد الطفل للنوم وقتما يحلو له كما كان يفعل فى رحم امه اما لحظات البكاء التى تنتابه من آن لآخر خاصة فى اثناء الليل فليست سوى وسيلة للتعبير عن الآلام التى يشعر بها والتى اضطرته ظروف الانفصال عن الأم لها. ففى الرحم يحصل على طعامه وشرابه من خلال الحبل السرى ويتخلص من فضلاته بصورة تلقائية لا دخل لأحد فيها ولكن ما إن يولد الطفل يجد نفسه فى معاناة شديدة نتيجة الاحساس بالجوع فيصاب بنقص فى السكر كل ثلاث ساعات كما ترتفع نسبة الحموضة فى معدته نتيجة الجوع ولا يجد لديه القدرة على طلب الطعام أو انتظاره فيبدأ فى الصراخ.. إنه يحاول التغلب على آلامه ليس الا بالصراخ والبكاء وعندما يشرع فى ذلك يجد فجأة الطعام وقد وصل إليه أو اذا كان يعانى من البلل يجد الحفاض وقد تم تغييره فيعى بأن وسيلته الوحيدة للحصول على ما يريد هو البكاء والصراخ حتى يستدعى الأم سواء كان يرضع بصورة طبيعية أو صناعية. وحتى يبلغ الطفل شهره الثالث يكون اعتماده الكلى على امه فى التخلص من الالم والجوع والبلل مما يعكر صفو نومه ونوم امه أيضا فعندما يصرخ الطفل يصرخ فى أى وقت وأى ساعة يشعر فيها بالحاجة للطعام وتغيير الحفاض ولا يعرف الليل من النهار.
من سن ثلاثة أشهر حتى سنة: عند بلوغ الطفل شهره الثالث يمكنه النوم ليلة كاملة بمعدل 6 ساعات متواصلة مما يتيح للام الحصول على قدر من الراحة أيضا وان كانت ليست قاعدة عامة بل تختلف من طفل لآخر مما يتطلب مزيدا من الصبر. ولا يصاب الطفل بالمخاوف فى هذه السن ولكنه يدرك جيدا كيف يمكن ان يبتز مشاعرك ببكائه.. عندما يصرخ فى اثناء الليل ويعلو بكاؤه لا تحمليه للنوم بجوارك ولا تحمليه بين يديك فقط اذهبى إليه فى حجرته وضعى يديك على بطنه مع محاولة تهدئته بالصوت الخافت والحديث الحنون نعم انه لا يعى شيئا ولكن يمكنه تمييز نبرة صوتك ومعناها.. اعطه لعبته ليحتضنها واتركيه بعد ان ينام. وعندما يبلغ الشهر السادس ينام ليلا بصورة أفضل ابقى بجوار سريره وتحدثى معه حتى يخلد إلى النوم فالطفل يصاب بالقلق والأرق فى هذه المرحلة السنية لخوفه من الانفصال عن الوالدين وهو خوف لا إرادى.. ضعيه فى سريره وابقى بجواره قليلا ثم انسحبى بهدوء يوما بعد يوم سيعتاد الأمر فى خلال أسبوعين.
ما بين السنة الأولى والثانية: تبدأ مشكلات اضطرابات النوم عند بلوغ الطفل السنة الأولى من عمره فيستيقظ ليلا وتزداد مخاوفه فى المساء حيث يبدأ فى استرجاع أحداث يومه ما ان يوضع فى فراشه فيتذكر لحظة سقوطه مثلا أو صراخك فى وجهه فى الصباح أو اختطاف أخيه للعبته تلك الذكريات تؤرقه وتوقظه من نومه صارخا مستنجدا.. كما تؤثر فيه التغيرات التى تطرأ على حياته كذهابه إلى الحضانة أو انتقال الأسرة إلى مسكن جديد وكذلك انجاب الأم لطفل جديد قد يعتقد انه سيسحب البساط من تحت قدميه لذلك يلجأ لجذب انتباه الابوين لوجوده من خلال الصراخ ليلا. عندما تحين لحظة النوم احملى طفلك إلى فراشه وابقى قليلا بجواره وتحدثى معه عن أحداث يومه حتى يطمئن ويخرج مخاوفه ثم احكى له قصة مع خفض الضوء فى الحجرة حتى يغلبه النعاس.
من سن ثلاث سنوات حتى ست سنوات: ويطلق عليها مرحله الكوابيس الليلية وهو أمر طبيعى لا يجب ان يثير قلقك ومخاوفك بالعكس قد يكون علامة ايجابية تعبر عن رغباته ومخاوفه المكبوتة ووسيلته للتخلص منها والتعبير عنها. يجب ان يشعر طفلك بالامان تحدثى معه عن مخاوفه وحاولى تخليصه منها بهدوء يجب ان يعلم طفلك ان الساحرة الشريرة والديب أمور من وحى الخيال ليس لها وجود على أرض الواقع كما يجب اشراك الاب فى طمأنة الطفل بأنكما إلى جواره فى الحجرة الأخرى وستكونون معا دائما إذا ما احتاج مساعدته أثناء الليل. لا تعطى له الفرصة لابتزازك عاطفيا ببكائه ولكن أيضا لا تتركيه وحده فى أيام المرض أو مع ارتفاع درجة حرارته على ان تشعريه بأنه أمر مؤقت بسبب ضعفه. أما إذا اثرت مخاوفه وكوابيسه على شخصيته وكانت سببا لشعوره الدائم بالحزن أو فقدان الشهية فيجب استشارة الطبيب.