أشار خبراء الجمعية الأميركيّة لأمراض الجهاز الهضميّ إلى أنّ استخدام عقار الأسبرين يمكن أن يقي الأشخاص من الإصابة ب"مري باريت" على اعتباره واحداً من العوامل المسبّبة لسرطان ذلك الأنبوب الهام الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة. وقد أظهرت النتائج أنّ التأثيرات الواقية الناجمة عن استخدام الأسبرين قد تكون قويّة وذلك لأنّ الاستقصاءات التي قام بها الخبراء قد أشارت إلى وجود علاقة مُعتبرة بين زيادة الجرعة المُتناولة منه وبين انخفاض خطر الإصابة بمري باريت. ومع ذلك يقول قائد الدراسة الدكتور "تشين هور": "لا يمكننا في هذه اللحظة أن ننصح الناس ببدء تناول الأسبرين - وخاصّة بالجرعات العاليّة - إذا كانت الغاية منه هي الوقاية من مري باريت فقط". هذا ويُطلَق اسم مري باريت على المري الذي قد تأذّى بالحموض الناتجة عن المعدة بحيث تغيّرت الظهارة المُبطّنة له - وخاصّة في جزئه السفلي - وأصبحت مماثلة لتلك المتواجدة في المعدة أو الأمعاء، وتنبع الأهميّة الطبية لمري باريت من ارتباطه مع حدوث أحد السرطانات القاتلة في المري - السرطان الغدّي - ذلك السرطان الذي ارتفعت معدّلاته بشكل مُنذر خلال العقود القليلة الأخيرة، ويُعتبر القلَس المريئي المَعِدي (إرتداد الطعام من المعدة إلى المري بشكل مزمن) مع حالات مرضيّة أخرى من مسبّبات كلّ من مري باريت والسرطان. ويشير الدكتور "تشين" إلى إمكانيّة أخذ تطبيق الأسبيرين بعين الاعتبار في حالة تضافر العديد من الفوائد المرجوّة منه خاصّة بعد توثيق ما تقدّمه هذه الدراسة من نتائج، فإذا كان لدينا مريض مُعرّض للإصابة بمري باريت وبالتالي لسرطان المري فإنّه سيقي نفسه من ذلك الخطر المُحدق به عن طريق تناوله للأسبرين كما أنّه سيستفيد من الأسبرين على صعيد القلب والأوعية - خاصّة إن كان كبيراً في العمر - حيث سيعمل في هذه الحالة كمميّع للدم ومانع لتشكّل الخثرات لديه. وقد وجد الباحثون من خلال التجربة التي أجروها على 434 مريضاً مُصاباً بمري باريت كان هدفها تحديد العوامل التي قد يُستفاد منها في كشف وعلاج تلك الحالة أنّ الأشخاص الذين تناولوا الأسبرين - للوقاية من الجلطات مثلاً - كانوا أقلّ احتمالاً بنسبة 44 بالمئة للإصابة بمري باريت مقارنةً مع غيرهم، كما لاحظوا أنّ الرجال كانوا أكثر ميلاً بثلاثة أضعاف للإصابة بتلك الحالة من النساء في إشارة منهم إلى أهميّة الأسبرين الكبرى بين الرجال. وينوّه الباحثون أخيراً إلى الخطوة الإضافيّة الهامّة التي قاموا بها في هذا المجال خاصّة وأنّ دراسات سابقة قد ربطت بين مضادّات الالتهاب غير الستيروئيديّة كحمض "التولفيناميك" وبين انخفاض معدّل الإصابة بسرطان المري شائك الخلايا الشائع لدى المُدخّنين ومُدمني الكحول والذي يُعدّ أكثر شيوعاً وفتكاً من السرطان الغدّي.(إيفارمانيوز)