عد ساعات من الغموض الذي اكتنف هوية مرتكب الهجوم علي مدرسة يهودية في مدينة تولوز بجنوب فرنسا منذ يومين, أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إنه تم تحديد هوية منفذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال. وفي أعقاب محادثات أجراها مع ممثلين عن الطائفتين اليهودية والمسلمة, أكد ساركوزي علي أن السلطات ستبذل كل ما يلزم لتقديمه إلي العدالة, محذرا من الأفكار الانتقامية والخلط بين الدين والإرهاب. وكشفت السلطات الفرنسية عن أن المتهم يدعي محمد ميراه-24 عاما- ينتمي إلي تنظيم القاعدة, وأنه ارتكب الحادث انتقاما للأطفال الفسلطينين. وبعد ساعات من المواجهة بعد مداهمة منزل المشتبه به الرئيسي, قال وزير الداخلية الفرنسي كلود جيان إن المشتبه به قال للشرطة إنه سيسلم نفسه خلال ساعات. وأضاف أن منفذ الهجوم, وهو فرنسي من أصل جزائري من تولوز, معروف بالفعل لوكالة المخبارات الفرنسيه نظرا للفترة التي قضاها في أفغانستانوباكستان, موضحا أن الشبهات كانت تحوم حول الرجل بالفعل خلال التحقيقات بشأن مقتل ثلاثة جنود فرنسيين في تولوز ومدينة مونتوبان المجاورة في هجومين وقعا يومي11 و15 مارس الحالي, وأنه أراد الانتقام للأطفال الفلسطينين ضحايا الاحتلال الاسرائيلي ومهاجمة الجيش الفرنسي. وذكرت مصادر بالشرطة الفرنسية أن المشتبه به سبق له أن أقام في المنطقة الحدودية الفاصلة بين باكستانوأفغانستان التي تعتبر معقلا لتنظيم القاعدة. وقد تمكنت الشرطة الفرنسية من إلقاء القبض علي شقيق منفذ الهجوم أثناء مداهمة وتطويق المنزل, كما أحضرت والدته أيضا إلي موقع المنزل الذي حوصر بداخله وطلبت منها إقناعه بالاستسلام, ولكنها أخبرت رجال الشرطة أنها ليس لها تأثير عليه. وكانت وحدة من القوات الخاصة التابعة للشرطة الفرنسية قد داهمت منزلا يختبيء فيه المشتبه به في مدينة تولوز الجنوبية يبعد حوالي كيلومترين من موقع الحادث, فيما جري تبادل لإطلاق النار عقب اقتحام الشرطة للمنزل. وفي غضون ذلك, أعرب نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني يعالون عن أمله في تقديم المتورطين في الحادث إلي القضاء في أقرب وقت ممكن, وشدد يعالون في تصريح خاص لراديو إسرائيل علي وجود قاسم مشترك بين الاعتداء في تولوز ومحاولات استهداف دبلوماسيين إسرائيليين في أنحاء العالم وما أسماه الإرهاب في غزة, مرجعا السبب إلي ما اعتبره الحقد الذي تضمره جهات إسلامية متعصبة لكل ما ليس إسلاميا متطرفا. وردا علي الاستنكار الإسرائيلي لتصريحاتها حول حادث تولوز, اتخذت كاثرين اشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي موقف الدفاع, بعد أن بدا أنها قارنت في كلمة ألقتها بين مقتل ثلاثة من الأطفال اليهود في فرنسا ووضع الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة. وأكدت آشتون أن المشكلة نجمت عن نسخة غير صحيحة من كلمتها, وردت في حديث أمام البرلمان الأوروبي في وقت لاحق قائلة يحزنني حقا تشويه تصريحاتي أمس.