ما معنى أن تصر حركة 20 فبرايرعلى إحياء ذكرى خروجها إلى الشارع، لأول مرة، بالرغم من أن الشعارات التي رفعتها وجدت صدى لها على أرض الواقع، وأثمرت دستورا جديدا، وانتخابات سابقة لآوانها، أفرزت وصول حزب "إسلامي" إلى الحكم؟ لماذا تصر الحركة على الاستمرار، في القيام بدور ملتبس، بالرغم من أن الاختيارات الكبرى للبلاد أصبحت واضحة، والعدل والإحسان، أدركت نفسُها أنه لا يمكنها أن تستعمل الحركة كطلائع انتحارية لتحقيق مآربها، فقررت الانسحاب، وتركت 20 فبراير تتقاذفها أهواء اليسار الراديكالي؟ ثمة خلل في صلب "القيادة" إن كانت هناك قيادة بالفعل، يجعل من الحركة أشبه بورقة في مهب الرياح، لا شرقا تبغي ولا غربا، إذ لا مبرر للاستمرار في الخروج إلى الشارع، بالرغم من أن العديد ممن استلهموا اللحظة التاريخية، قرروا مغادرة صفوف 20 فبراير، والانخراط في التحولات النوعية التي يعرفها المغرب. هل تبحث الحركة عن افتعال العنف وبالتالي المواجهة مع الدولة؟ هل تصر على لي ذراع عبدالاله بنكيران؟ يبدو أن هذا هو خيار الحركة، وسيكون الحفاظ على الأمن العام هو خيار الحكومة. وعلى كل طرف أن يتحمل مسؤوليته.