لم يخلو استقبال رئيس الوزراء الجديد عبد الاله بنكيران رئيس حزب العدالة والتنمية في مطار الرباطسلا،لنظيره الإسباني اليميني ماريانو راخوي الذي يخطو ايضا خطواته الاولى في السلطة في اسبانيا،لم يخلو من الطرائف التي أظهرت جهل بنكيران بالبروتوكول الرسمي في مثل هذه المناسبات. و عند نزول راخوي من الطائرة سارع بنكيران نحوه دون انتظار متمردا على البروتوكول المعروف في مثل هذه الإستقبالات،حيث سارع إلى تقبيله على خذه الأيسر دون أن ينجح في تقبيل الخذ الأيمن، بعد أن تعمد الضيف الإبتعاد و تفادي ذلك بطريقة لبقة من خلال التربيت على كتف رئيس الحكومة المغربية. كما ظهر الإرتباط واضحا على بنكيران أثناء تحية العلم،حيث بدت خطواته متسارعة مقارنة بخطوات ضيفه،بينما ظهر انحناءه أمام الفرقة العسكرية الملكية مصطنعا. و تصرف الزعيم الإسلامي بعفوية كبيرة مع ضيفه الإسباني بشكل أثارت الكثير من علامة استفهام،فيما التقطت قنوات تلفزية إسبانية صورا ساخرة لوزير الإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي و هو يحتسي كأس الشاي المغربي المنعنع بطريقة مثيرة للإنتباه،خلال محادثات بنكيران و رخوي في المطار . و يبدو أن مصالح البروتوكول و التعامل مع وسائل الإعلام الخاصة بالحكومة المغربية لا خبرة لها في التعامل مع الصحافيين و تنظيم عملهم في مثل هذه المناسبات،حيث سمحت لكل الكاميرات و المصورين و الصحافيين بتطويق بنكيران و ضيفه الإسباني،وسط تدافع مكثف نحوهما. و لم ينتبه بنكيران للأمر رغم علامات الإنزعاج التي ظهرت على رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي،و عوض تبليغ ذلك بطريقة لبقة إلى المشرفين على تنظيم عمل الصحافيين من وزارته،اشتكى وزير الإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية الصحافيين إلى بنكيران مطالبا إياه بإبعادهم . و بلغت عفوية بنكيران قمتها حينما ترك ضيفه الإسباني وحيدا،و قفز من كرسيه نحو الصحافيين مخاطبا إياهم بنبرة مرتفعة و غاضبة قائلا :” أريد أن أسالكم ؟ هل يمكن أن تخبرونا متى ستنتهون ؟ نحن نريد أن نتحدث قليلا ” بينما ظل رئيس الحكومة الإسبانية مذهولا مما يرى من فوضى،بعد أن أخفى مشاعره بابتسامة صفراء. و بعد مغادرة المطار،و خلال الطريق بقي رئيس الحكومة الإسبانية وحيدا ،بعد أن انشغل بنكيران بالحديث إلى مسؤول من ديوانه عن الخطوات التالية للزيارة الرسمية و ما الذي ينبغي فعله،قبل أن يعود للحديث إلى ضيفه. و رمت زيارة راخوي الى اضفاء زخم جديد الى العلاقات الثنائية بين البلدين فيما كل منهما يشهد مشاكل اجتماعية اقتصادية على خلفية البطالة،وما زالت بينهما ملفات شائكة في العلاقات الثنائية. كما شكلت زيارة راخوي فرصة للرجلين للتعارف، بعد ان اوصلت الانتخابات التشريعية في نوفمبر في المغرب واسبانيا كلا من الاسلامي بنكيران، واليميني راخوي الى السلطة.