هذه الرسالة توضح بجلاء موقف الجماعة من المشاركة السياسية في ظل الظروف الحالية وبشروط المخزن التي لا تخدم سوى أجندة الاستبداد والفساد. كما أنها ترد على اللذين اتهموا الجماعة أنها عقدت صفقة سياسية بين العدالة والتنمية بانسحابها من 20 فبراير. رسالة في الصميم من جماعة لا تخطئ الهدف وتعرف ماذا تريد وتسمي الأمور بمسمياتها. إن أول قراءة في العنوان، يجعل القارئ يطرح العديد من التساؤلات: هل العدل و الاحسان تستجيب لمطالب العدالة و التنمية بالمشاركة من داخل المؤسسات؟ هل تطالب كل من الحزب و الحركة بأن يأخدوا بيدها حتى تنخرط في المؤسسات الرسمية؟ هل وهل.... لكن بمجرد قراءة السطرين الاولين في بيان الجماعة، الذي يؤكد على مبادئها من النظام برمته منذ أزيد من 30 سنة. هذا يذكرنا بالبيان الذي أصدرته الجماعة بخصوص توقيف انخراطها في حركة 20 فبراير. كل ذلك يؤكد على أن الجماعة من شيمها الوضوح الذي تتبناه، ليس حبرا مسطرا في الورق و لكن أفعالا على أرض الواقع, دون مساس بحرمة الفضلاء و اجحافهم حقوقهم. ورغم ما جاء في الرسالة من همز ولمز إشارة وتلميح في اتجاه العدالة والتنمية وإصرار على امتلاك الحقيقة المطلقة ونهج الخيار السليم إلا أن ما اثارني في الرسالة هو اعتراف العدل والإحسان أخييييرا بأن العدالة والتنمية والتوحيد والإصلاح جزء من قوى الغصلاح ومقاومة الفساد والاستبداد في الوطني بعدما كان أعضاؤها لا يتورعون في وصف قادة الحزب بالعمالة والخيانة وقد جاء في الرسالة "معاذ الله أن نتمنى لكم -أحبتنا- الفشل، أو تحدثنا أنفسنا بذلك، ونحن لا نتمناه لكل صادق مخلص، كيفما كان لونه أو توجهه، يريد مصلحة لهذا الشعب المستضعف" ويبدو أن الرسالة جاءت بعدما استطاع العدالة والتنمية إثبات أنه أقوى تنظيم إسلامي في المغرب وأن الشعب اقتنع بمساره وبقدرته على تحقيق طموحاته وتبقى الأخوة في الله العملة الصعبة التي تجمع الإسلاميين في مشارق الأرض ومغاربها مهما اختلفوا في الاجتهاد، فالسلفيون وإن كانوا اقرب إلى العدالة والتنمية كثيرا منه للعدل والإحسان التي تجد نفسها أقرب للطرق الصوفية ولكن في الأخير تبقى الأخوة والمحبة في الله