الجزائر تخشى من خسارة ما ليس لديها، وجبهة البوليساريو تفقد دعم القذافي برحيله. فقدت حركة البوليساريو الانفصالية اكبر مموليها بسقوط نظام معمر القذافي، فيما تتجه الوقائع على الارض لقبول "الحكم الذاتي" الذي اقترحه المغرب للصحراء. وتحاول الجزائر التشبث بما تبقى من عناصر البوليساريو في محاول للضغط على الحكومة المغربية. وطرحت الناشطة اللبنانية رويدة مروة سؤالا حول "كيف ستكون علاقة الجزائر بالحكومة الجديدة في ليبيا؟". كانت ليبيا في عهد القذافي تدعم جبهة البوليساريو، لكن حتما سيتغير الامر بعد ان قبض الثوار على مقاتلين من هذه الجبهة المسلحة موالون للقذافي. ولن تكون علاقة ليبيا بالجزائر كما كانت عليه في عهد الزعيم السابق معمر القذافي، بعد مواقف الحكومة الجزائرية من الثورة الليبية واستقبالها لعائلة القذافي. كل هذه التحولات السياسية الجديدة ستعيد خلط اوراق قضية الصحراء الغربية والاتحاد المغاربي الذي ظل حبرا على ورق. واقترح المغرب "الحكم الذاتي" لتسوية قضية الصحراء ملمحة الى انها تريد ان تضع حدا للنقاشات الشكلية في مفاوضاتها مع جبهة البوليساريو، خاصة وان الجزائر التي تقف عقبة في هذا الاقتراح ليس لديها ما تخسره. وترى الناشطة اللبنانية رويدة مروة ان حل قضية الصحراء لن يكون الا بالدعم العربي والدولي لاقتراح المغرب الذي سيمكن جبهة البوليساريو من حكم ذاتي تحت سيادة المغرب، وهو ما دعمته الولاياتالمتحدةالامريكية. وقالت ان هذا الحل لن يتم الا بدعم عربي للمغرب. وتستغرب من "دعم بعض الدول العربية لجبهة وتترك دولة صاحبة حق مثل المغرب". ويعتبر اقتراح المغرب بامكانه ان يضع حدا لمسلسل المفاوضات مع البوليساريو التي امتدت طيلة ثلاثة عقود، ووصف نائب وزيرة الخارجية الأميركية للشرق الأوسط، جيفري فيلتمان حل "الحكم الذاتي" بانه "افكارا بناءة" حين قال في مؤتمر صحفي الشهر الماضي في الرباط أن "المغرب قدم أفكارا بناءة. نحن نعتبر مقترح الحكم الذاتي كأحد الحلول الممكنة" لهذا النزاع. وقد تمسكت المغرب بحل الحكم الذاتي، لكن العقبة في هذا الحل الجزائر، التي تدعم استقلال الصحراء أما موريتانيا فرغم ما يبعثه حضورها من حياد إيجابي، فان ذلك لم يمكّن هذه الاطراف من تجاوز الصراعات الجامدة في قضية حل الصحراء، القائمة منذ 36 سنة. ودعا ملك المغرب في خطاب القاه في مناسبة "الذكرى ال36 للمسيرة الخضراء"الى "استثمار الفرص الجديدة التي تتيحها التحولات التي تعرفها المنطقة العربية والمغاربية، والتي كان المغرب سباقا لتفهم التطلعات الديمقراطية المشروعة لشعوبها والتضامن معها، وذلك في حرص على استقرار بلدانها، وعلى وحدتها الوطنية والترابية". وتشهد العلاقات بين الرباطوالجزائر توترا بسبب قضية الصحراء الغربية. فالجزائر تدعم جبهة بوليساريو لاختيار حل استقلال الصحراء عن المملكة المغربية، وهو ما ترفضه الرباط رفضا قاطعا وتعرض بدلا منه منح هذه المنطقة حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها. ولا تزال الجزائر على موقفها الرافض للحكم الذاتي للصحراء لانه سيكون تحت سيادة المغرب. وتقول الناشطة اللبنانية رويدة مروة في القضايا العربية والدولية في لقاء صحفي مع جريدة "لوسوار" الفرنسية "ان الجزائر ان تغير موقفها في غياب الضغوطات الدولية عليها".