تشير معطيات رسمية إلى أن أزيد من 20 ألف مواطن، من أصل 120 ألفا، عادوا إلى المغرب، بعد توتر الأوضاع في ليبيا، إذ أشرفت الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج على ترحيل، نسبة مهمة منهم، في حين سافر آخرون على نفقتهم الخاصة. وقال محمد عامر، وزير الجالية المغربية في الخارج، إن “الحكومة المغربية هي الوحيدة التي تحملت نفقات عودة المغاربة إلى أرض وطنهم”، مبرزا أنها “اهتمت بكل ما يتعلق بسلامة أفراد الجالية وممتلكتهم”. وبخصوص استعداد مغاربة للعودة إلى ليبيا، أوضح محمد عامر، في تصريح، “علمنا برغبة مواطنين السفر إلى ليبيا، إلا أننا ننتظر حتى تستقر الأوضاع”. وتنتظر الحكومة بالمملكة الضوء الأخضر من طرف السلطات الليبية لتلبية طلبات العودة نحو التراب الليبي.من جهته، قال عبد الله تاج الدين، أحد المغاربة الذين عادوا إلى أرض الوطن بعد تدهور الأوضاع في ليبيا”: “أستعد حاليا إلى السفر لليبيا، حيث ينتظر أن أعود إلى نشاطي المهني الذي كنت أمارسه”، مبرزا أنه “تلقى اتصالا من مشغله من أجل العودة حتى يستأنف عمله”. وأبرز عبد الله، في تصريح ، أن “عددا من أصدقائه الذين يعرفهم يستعدون بدورهم إلى العودة لليبيا”، مضيفا أنهم “تركوا ورائهم زوجات وأبناء يتشوقون لرؤيتهم مجددا”. أما رشيدة (م)، ربة منزل، فذكرت أنها “أرغمت على مغادرة طرابلس، رفقة أبنائها، بعد اشتداد المواجهات، وتدهور الأوضاع الأمنية بشكل رهيب”، مشيرة إلى أنها “تركت وراءها زوجتها، وبعض أفراد أسرتها، الذين فضلوا عدم السفر”. وأكدت رشيدة، ، أنها “تريد العودة إلى بيتها وزوجها، الذي مر بأيام عصيبة جدا، قبل أن تستقر الأوضاع تدريجيا”.ولا يقتصر الأمر على هؤلاء فقط، إذ أن مجموعة من الطلبة المغاربة المسجلين في المعاهدة والكليات في ليبيا، الذين يريدون استنئاف دراستهم.وكانت أخبار أشارت إلى أن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا استثنى المغرب وتونس من قائمة دول المغرب العربي، التي ستفرض عليها تأشيرة الدخول إلى الأراضي الليبية، في حين فرضت هذه التأشيرة على الموريتانيين والجزائريين.وأكد محمد عبد الكريم الرعيض، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد غرف التجارة والصناعة الليبية، أن التأشيرة ستفرض فقط على الجزائر وموريتانيا. وأضاف أن ليبيا جرى “تنظيفها” بالكامل من العمالة الوافدة غير المقننة، ودعا الحكومة التونسية على الخصوص إلى تسهيل إجراأت سفر العمالة التونسية إلى بلاده، وذلك حتى تأخذ مكانها قبل غيرها في عملية إعادة الإعمار هناك.يشار إلى أن السفارة المغربية، إلى جانب القنصليتين، بكل طرابلس وبنغازي، لم يغلقوا أبوابهم رغم الأحداث، وظلوا يشتغلون باستمرارية.