قد يبدوا السؤال المطروح في العنوان محرجا شيئا ما، لكن الواقع يطرحه، لأن سن الزهور ومستقبل لامع في المغرب، أبيا إلا أن يضيعا من بنات بلادنا المغرب الحبيب، فتيات قاصرات، أمهات المستقبل، خرجن من دروب الحجاب والعفة والإحترام، ليسلكن دروب الدعارة والبغاء والفسق والفجور، جولة قصيرة في المدارس المغربية أو في الشارع المغربي، تجعل الزائر الخارجي -أما حنا عارفين لي كاين- يشك أنه في بلاد يدين بالإسلام، فتيات في سن الربيع، ولجن عالم البغاء والرذيلة عبر قطار الحب والمال إلى أن يجدن أنفسهن داستهن عجلات قطار العنوسة وهن في الطريق نحو الفشل إلى أجل غير مسمى. فتيات في عمر الزهور يتجولن بما وهب لهن ربهن من جمال و فتنة دون خجل ولا حياء وللأسف، فتيات كاسيات عاريات، لم يعدن يخفين شيئا من جسدهن تعبيرا عن حقوق الإنسان وحقوق النساء وحقوق الأشخاص في بلاد الحريات، سراويل فتيات ملتصق بمؤاخراتهن، صدورهن لم يعد يخفى منها شيء، دون أن نذكر أرجلهن و ذراعيهن وسرتهن، أمر مخجل حقا، بلد قيل عنه إنه يعرف انتقالا ديمقراطيا، لكن في الحقيقة يعرف إنتقالا في محاربة الاسلام إن صح التعبير. المغرب الذي يحلوا لمسؤوليه أن يصفوه بأجمل بلدان العالم، أصبح قبلة لكل من أراد أن يقضي ليالي حمراء مع فتياتنا، سياح أجانب من أروبا والخليج العربي قاصدين المغرب تحت شعار السياحة الجنسية تساهم في تنمية و اقتصاد البلاد ليسلبوا من المغرب شرف بناته و هو أعز ما في النساء مقابل مبالغ مال زاهدة أو لمنحهن بعض الدراجات النارية من نوع “سكوتر”، ليرجعوا بعدها إلى بلادهم تاركين المغرب وبناته كلاهما جراحا غائرة على مر الزمان، وبعده فتيات ضائعات يتحولن لعاهرات المستقبل. هنا وهناك، في المدن والقرى تجد جمعيات خيرية يستقبلون ما لا يعد ولا يحصى من الأبناء المتخلى عنهم. أمام المساجد عقب كل صلاة، حكاية أخرى، هناك يجلسن عدد من الأمهات العازبات يسعون لكسب قوت يومهن بعد أن بلغن من الكبر عتيا و اشتعل رأسهن شيبا، أو “شرفو أو مبقاش بغاهم حاد”. لكن من المسؤول عن انحراف قاصرات المغرب في منعرج الرذيلة و ممارستهن لمهنة الدعارة؟ سؤال ظل معلقا بلا جواب، هل لغياب جسر التواصل بين الأباء والأبناء داخل الفضاء الأسري؟ أم في مدارسنا يغيب الوعي والإرشاد والتعليم الحقيقي والتربية الإسلامية؟ أم أن أمن البلاد غض النظر عن المنكر-عين شافت عين ماشافت والو- ولا يستطيع وضع حد لهذه الظاهرة الخبيثة و لا يستطيع معاقبة الفاعل والمفعول أيضا ليضرب بهما المثل لكل من سولت له نفسه أن يتقدم للإساءة لصورة هذا البلد؟ أم حقوق الإنسان والحريات الفردية من ساهمت في انتشار الظاهرة وجعلت المغرب يعيش أمر الواقع؟ كلها أسئلة كثيرة والتي من كثرتها قد عجز اللسان عن طرحها و عجز القلم عن كتابتها نبحث لها عن أجوبة في هذه الزاوية من طرفكم زوارنا الكرام ومن خلال تعليقاتكم على الموضوع، أملنا أن نجد حلا لهذه الظاهرة أو المعضلة التي تسيء للمغرب وفتياته، أم أننا سنبقى مكتوف الأيدي ليبقى الحال على ما هو عليه، البقاء للسياحة الجنسية، عفوا للسياحة الخارجية.