مصطفى محنى * بعد أن أعطت الانطلاقة بمختلف أقسامها لمحو الأمية لسنة 20122013 البالغ عددها 43 والموزعة على برنامجين مختلفين، الأول بشراكة مع المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي والممول من طرف برنامج FIDA والثاني بشراكة مع نيابة وزارة التربية الوطنية بميدلت، نظمت جمعية أخيام دورة تكوينية لفائدة مكونات البرنامج الثاني البالغ عددهن 10 مكونات ب10 مراكز متواجدة بدائرتي إملشيل والريش. وذلك يومي 20 و21 أكتوبر بقصر أكدال – إملشيل. الهدف من هذه الدورة التكوينية كان تزويد المكونات بالأدوات والكفاءات الكفيلة بتسهيل مأموريتهن وضمان انطلاقة جيدة للبرنامج. حيث استفادت المكونات الحاضرات من عروض وورشات حول الأندرغوجية، التوثيق التربوي، التنشيط التربوي، التواصل ومنهجية التدريس بأقسام محو الأمية. بالإضافة إلى خصوصيات برنامج وزارة التربية الوطنية، على اعتبار أن أغلب المكونات متمرسات ولكن في برامج أخرى مختلفة. هده الدورة ستعقبها دورات أخرى على طول السنة. وذلك تنفيذا لسياسة الجمعية التي تعتبر مؤطري ومؤطرات برامج محو الأمية من الفئات المستهدفة الرئيسية وتعمل على تقوية قدراتهم وتحسين أوضاعهم رغم ضعف الميزانيات المرصودة لهذا الجانب من طرف وزارة التربية الوطنية التي تمنح للجمعيات المستفيدة ميزانية للتكوين لا تتعدى 20 درهما لكل مستفيد. أي 600 درهم لكل مكون. وفي المقابل تطالب الجمعيات بتنظيم 10 أيام من التكوين على طول السنة. فهل 600 درهم لكل مكون (6000 درهم ل10 مكونين) ستكفي لتغطية مصاريف 10 أيام من التكوين بما فيها مصاريف التنقل والتغذية والمبيت والمنشط ومستلزمات التكوين؟؟ سؤال عريض تحاول جمعية أخيام ككل الجمعيات الجادة تجاوزه بتظافر جهود أعضائها والمتعاونين معها. تجدر الإشارة إلى أن جمعية أخيام من الجمعيات الرائدة بالمنطقة في مجال محو الأمية. حيث اشتغلت على هذا الورش المهم لأكثر من 9 سنوات وتعاملت مع برامج ومؤسسات مختلفة مهتمة بالميدان. على رأسها مديرية محاربة الأمية بوزارة التربية الوطنية والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي ووكالة الشراكة من أجل التنمية َAPP. وتتمتع الجمعية بسمعة طيبة في المجال أكسبتها ثقة شركائها ومؤطريها والمستفيدين من برامجها. كما أن الجمعية في مخططها الجديد أعطت لما بعد محو الأمية حيزا مهما في نشاطاتها ومشاريعها بحيث تبحث على حلول لتأطير النساء المستفيدات في تعاونيات وتجمعات اقتصادية. بالإضافة إلى تحسيسهن بضرورة المشاركة السياسية والانخراط في اتخاذ القرار داخل المجتمع. كما تركز جل مشاريعها على هذه الفئة من المجتمع. وتبقى التحديات الكبرى بالأساس هي ضعف التمويلات المرصودة لهذه البرامج، خصوصا ما يخص تعويضات المكونين. حيث يتم تعويضهم بمبالغ زهيدة لا تتعدى في أغلب الأحيان 700 درهم للشهر. هذا الأمر يترتب عنه مشكل آخر عويص ألا وهو صعوبة توفير أطر مؤهلة وذات تكوين عالي للاشتغال بالقرى أو حتى بالمدن. كما أن عدم تعاون كل المتدخلين يزيد من مهمة الجمعيات تعقيدا. فجمعية أخيام مثلا تعاني كل سنة من تأخر التراخيص التي تسلمها نيابة ميدلت من أجل استغلال الحجر الشاغرة بالمدارس. كما أن الجماعات المحلية لا تولي الأمر أية أهمية ولا تساهم بأي شيء يذكر. إلا أن الجمعية عازمة على المضي قدما من أجل توسيع دائرة المستفيدين وتطوير برامجها وتأهيل مواردها البشرية. * مكلف بالتواصل بجمعية أخيام ومشرف على برنامج الإقرائية من أجل التمكين 2012/2013