شباب بأحلام كبيرة بقلوب تنبض حبا وهم طلبة ، تحدو ا فقرهم وجوعهم وقضو ا سنوات في مدن تبعد عن قراهم مئات الكيلومترات ، انتهت مسيرتهم بالحصول على شهادات جامعية . اجتازوا كل المباريات جربوا كل المهن ، تكسرت أحلامهم على رصيف فساد الدولة ... كثير منهم لا علاقة له بالأحزاب السياسية ، بل يكنون لها عداوة لا حدود لها ، لأنهم يدركون جيدا ان لها اليد الطولى في بؤسهم ... تغيرت ملامح وجوههم ، اسودت، شاخوا قبل الأوان ، ابتعدوا مسافة كبيرة عن ايام الجامعة و النقاشات الصاخبة وحلم الثورة ... تكالب عليهم الدهر و حولتهم سياسات النظام الى أشباح تدب على الارض ، مرت السنين و فعلت فعلتها في نفوسهم ، كثير منهم استغلتهم المقاولات الصغيرة ابشع استغلال من مؤسسات خصوصية الى وزارة التربية الوطنية في اطار ما سمي بأساتذة سد الخصاص مرورا بكل المقاولات الجشعة التي لا تؤمن الا بما تحقق من أرباح ... هاهم اليوم يترشحون بالجملة تحت مظلات أحزاب لعبت دور الريادة في نسج خيوط حاضرهم البئيس ليس إيمانا ببرامجها ولا مشاريعها لأنهم أذكى من ان تنطلي عليهم خداع هاته الكائنات السياسية الشاذة المشوهة التي لا يتشكل حمضها النووي الا من كروموزمات المافيات التي لا يهمها الا مر اكمة الثروة ولو على حساب صحة وغذاء وتعليم الأيتام مما لا رحيم لهم يستندون اليه وقت شدتهم . تساؤلات كثيرة و ظواهر يمكن ان تكون موضوعات لأبحاث اجتماعية و نفسية تلك التي يشكلها شباب الانتخابات هؤلاء ، فكيف لإنسان القت به سياسة الى الهامش ان يتحول بين عشية وضحاها الى محرك لهاته السياسة ووقود لها ليربح الكبار منها كما ربحوا من قبل ليعود هو ادراجه قبل ان يكتشف متأخرا انه استعمل كأداة في لعبة ميؤوس من ان تتحول الى صالح الطبقات الشعبية؟ في أحسن الأحوال يحاول اصحاب النيات الحسنة زرع الورود عبثا في المزابل ، لكن هيهات ان لم تكنس كل القاذورات فلن تستنشق الا رائحة النثانة .