تقع "تيط نعلي"أو "عين علي" كما يفيد معناها باللغة العربية،على بعد حوالي 16 كيلومترا ، إلى الشمال الغربي من مركز "كرامة"،في مضيق جبلي خلاب،تتوج منتهاه شلآلآت "إيموزار" الساحرة....وهي تبدو على شاكلة عدوتين : أولاهما على الضفة اليمنى لنهر "كير "،تسمى :(الكراج)، والثانية على ضفته اليسرى، يطلق عليها اسم:( أغرم). وقد تعددت الروايات الشفهية و تباينت بخصوص أصل وظروف تسمية هذه الربوع الوديعة،غير أن الكل يجمع على أنها بحق عين لكل من يعشق الطبيعة الفاتنة،المحفوفة بكرم حاتمي ضارب في أعماق التاريخ ! تعد هذه الجوهرة البدوية ، من أكبر التجمعات البشرية في المنطقة ،رغم التناقص الكبير الذي عرفه عدد سكانها منذ سبعينيات القرن المنصرم،جراء الهجرة المكثفة صوب المدن والمراكز الحضرية،بفعل عوامل ذاتية و موضوعية شتى... وهي أيضا قبلة لحفظة كتاب الله،من اليافعين و الشباب،يفدون إليها من كل حدب و صوب، و يحظون بين أحضان الأهالي ، بكامل الحفاوة و الرعاية...كما أنها مركز حرفي مهم، لعب على مر عشرات السنين دورا طلائعيا في النشاط الصناعي التقليدي،حيث دأب الى وقت قريب على تزويد البيوت الدانية و القاصية بلوازم فخارية بديعة،و ذات جودة عالية، قبل أن تعيث تصاريف الزمان في الصناعة و الصانع على حد سواء وكيفما يكن من أمر،فالأمل يظل معقودا على رجالاتها الأفذاذ و أبنائها البررة ، وفي مقدمتهم الذين يسر الله لهم سبل العيش في كبريات المدن أو خارج الوطن، والذين لم يتوانوا لحظة في تسخير كل طاقاتهم و إمكاناتهم ، لنفض غبار التهميش عن أرض أجدادهم، و مؤازرة أشقائهم ، إما بصورة شخصية و مستقلة ، و إما من خلال انضوائهم تحت لواء جمعية:( كير الأعلى للأعمال الاجتماعية و الثقافية)، التي أسستها و سيرت شؤونها أياد بيضاء، وجعلتها تتميز عن سائر فعاليات المجتمع المدني بقيادة "كرامة"،لأن أعضاءها بكل بساطة ، تجنبوا على الدوام كافة التجاذبات والمزايدات السياسوية الضيقة،مما مكنهم من نسج علاقات وطيدة مع منظمات فاعلة ، ساعدتهم على تقديم خدمات جليلة، استفادت منها إلى جانب قريتهم الأم،مداشر "كير" الأوسط و الأعلى، ناهيك عن أبناء القبائل الرحل. وهذا جرد لأهم الأنشطة التي تقوم بها الجمعية سنويا، وبشكل متواصل و منتظم : 1/ توزيع مؤن غذائية و ألبسة في أيام الشتاء، وكذا في الأيام العشر الأواخر من رمضان. 2)تنظيم حملة طبية مجانية،يتطوع للمساهمة فيها أطباء يأتون من المراكز الاستشفائية الحضرية ،ومن مختلف التخصصات. 3/ إقامة مهرجان صيفي متنوع المواد والأهداف، يتوج بحفل ختان جماعي،يشمل كل سنة أزيد من 100 طفل، تستفيد أسرهم من هبات و معونات محترمة 4/ تقديم مساعدات للمعوزين، لمساعدتهم على مواجهة مصاريف الأعياد الدينية و جميع الطوارئ .. هذه -إذن- هي تيط نعلي... جوهرة معطاء .... وقرية ليست كبقية القرى !!!!! ملحوظة: الصومعة الترابية الشامخة، التي تظهر في عمق الصورة، لم يعد لها وجود... فقد تم هدمها مؤخرا، بعد ما لحقت بها شقوق و تصدعات، وأصبحت آيلة للسقوط