اتجهت الأنظار قبل شهرين ونيف ، إلى مدينة الرباط ، ليس لكونها حاضرة كبرى وعاصمة للبلاد ، بل لأنها شهدت اختلالات في أشغال إصلاح أرضية مركب الأمير مولاي عبد الله ومرافقه ، أعقبتها تداعيات كان من أهمها ، قرارات ملكية سامية وسديدة ، أراحت النفوس ، وأعطت إشارات قوية مفادها ان المحاسبة عنصر أساسي في تثبيت دعائم دولة الحق والقانون . فهدا ما ينص عليه لب دستورنا الجديد ، وهو ما يرومه كل المغاربة أينما وجدوا ، ومن بينهم سكان بلدة كرامة بإقليم ميدلت ، الدين طالما انتقدوا فردى وجماعات كثيرا من المشاريع التنموية التي رصدت لها الدولة أغلفة مالية محترمة ، ما لبثت ان ذهبت في نهاية المطاف أدراج الرياح ... وفيما يلي جرد لبعض النماذج ، والتي هي غيض من فيض ... 1- عملية تشجير منطقة – بوتعريشت - : فوتت الجماعة السلالية للقصر الكبير أزيد من ثلاثين هكتارا لمصلحة المياه والغابات ، بهدف خلق حزام اخضر ، من شانه أن يحمي محيط السد التلي : بوتعريشت ، والدي أضحى بدوره حاليا خرابا في خراب ( وهدا موضوع سنعود إليه لاحقا ) . أموال طائلة – ادن- أنفقها المسؤولون الغابويون لصرف مستحقات المياومين المأجورين اللذين عملوا لسنوات .... ولغرس مئات الشتلات التي جفت الغالبية الساحقة منها وماتت ، تاركة حفرا غائرة وشاغرة ، اشبه ما تكون بمخلفات حمم بركانية ...فلا المشروع نجح وحقق المبتغى ، ولا الأرض تركت للاستغلال والاستثمار الزراعيين ... 2- ترميم مصلحة بريد بنك : خصص المكتب الوطني لبريد بنك غلافا ماليا مهما لإصلاح مقره ، وإدخال تحسينات على مرافقه الداخلية وواجهته الأمامية ... فما أن أتمت المقاولة المكلفة أشغالها ، حتى تهاوت قطع الزليج ، وتناثرت في الشارع العمومي ، مما اجبر المقاول على الرجوع ثانية لتثبيتها ، لكن الزليج عاد ليسقط بعد أن تمت علمية التسليم والتسلم بين المقاول والجهة المعنية ، فاصبح منظر البناية ككل مملا منفرا ، لا سيما بعد أن اقتلعت يافطة الإدارة بدورها ... 3- مشروع هيكلة مركز البلدة : تقول بعض المصادر بأن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هي الجهة التي تولت عملية هيكلة بعض شوارع البلدة ... وادا كانت أشغال المقاولة التي فازت بصفقة تعبيد الشارع العمومي وبعض من شوارع الحي الجديد ، قد خلفت ارتياحا في صفوف السكان ، فان ما يجري في الشوارع الفرعية للمركز ، أضحى مدعاة للتذمر والإحباط ، علما بأن عملية الترصيف التي انطلقت قبالة المقر القديم للقيادة ، توقفت على بعد أمتار بمحاذاة الحديقة البئيسة ...ولن ينسى الأهالي دلك اليوم الذي تجمعوا فيه حول إحدى الجرفات ، وهي تنفث سائلا اسود اللون ، قيل بأنه الإسفلت أو الزفت .... لكنهم اكتشفوا ، بل وتأكدوا بعض هطول ثلوج وأمطار الخير ، بأن لا يعدو أن يكون زرنيخا كالذي يخلفه الزيتون بعد عصره ....وبان أزقتهم قد تم ملؤها بالحصى لا اقل ولا أكثر ....مما نجم عنه انتشار الحفر والبرك المائية في كل مكان ... تلكم باختصار – كما أسلفنا – أمثلة تدل على الاستهتار بالدولة ، قبل الاستهتار بالمواطن . ولكل من يهمه الأمر واسع النظر !!!!!!