جعل الله عز وجل للرياح دورا بالغ الأهمية في تكون سطح الأرض وفي بقاء الحياة على وجهها، فهي التي تنقل السحب الممطرة لقوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ سورة الأعراف الآية 57. ولها الدور الرئيس في ضمان تكاثر الكثير من الكائنات النباتية وذلك بنقل حبوب اللقاح من الأعضاء الذكرية إلى الأعضاء الأنثوية (لنفس النوع من الزهرة) أوالعكس. قال تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾ سورة الحجر الآية 22. بالإضافة إلى أدوار أخرى كثيرة. في عصرنا الحالي، وفي مدينتنا الغالية ميدلت، أوباريس الصغيرة كما يحلو للبعض أن يسميها، نكتشف للرياح دورا آخرا. فما تكاد تهب حتى تلحظ أشباه كائنات زاحفة وطائرة متنوعة الألوان تسير على الأرض أو تسبح في سماء المدينة: إنها "الميكة" التي غزت مدينتنا ومداشرنا المجاورة كما الغربان. فلا يحد من زحفها إلا انخفاض سرعة الرياح أو ارتطامها بأسوار البنايات أو أغصان بعض الشجيرات رغم قلتها ومعاناتها مع العطش. فتكشف بذلك عن المستوى المتدني لبعض السكان في الإحساس بالمسؤولية تجاه البيئة وعن التسيير العشوائي للقيمين على أمور هذه المنطقة. إضافة إلى تشويه جمالية الطبيعة، فالبلاستيك مادة "بطيئة التحلل"، وتحتاج ما بين 400- 1000 سنة لكي تتحلل تماماً وتمتصها التربة، ما يجعلها تولد وسطاً ضاراً بالبيئة عبر توليد البكتيريا والميكروبات. ومن المؤكد أنها عندما تتفاعل مع بعض العناصر الكيميائية، خصوصا في مدافن النفايات قد تتسرب هذه المركبات إلى المياه الجوفية وتسبب مشاكل في البيئة المحيطة بها. لن نجتر بسذاجة أسباب ومسببات التلوث عامة، ولا جدوى من التحدث عن أضراره وما يشكله من تهديد على مستقبل أبنائنا فكلنا يعلم ذلك والحديث فيه أو عنه أصبح من باب تحصيل الحاصل. ما يلزمنا هو التحسيس والتعبئة وانتقاذ بعض السلوكيات اللابيئية التي نصر على إنتاجها بل والعناد فيها في الكثير من الأحيان. .