غاص البعض خلال هذه الأيام الأخيرة في خضم الإستعدادات لرأس السنة الميلادية حيث اختارت العديد من الشخصيات السياسية و الثقافية و الفنية و الرياضية،عربية و أجنبية ،مدينة مراكش وجهة لقضاء عطلة نهاية السنة الميلادية ,غير أن آراء الشارع تتضارب اليوم، بين مؤيد و معارض لهذه المناسبة. المساحات التجارية الكبرى و الصغرى كانت على أهبة الإستعداد لتمكين المحتفلين الوافدين على المدينة من جميع مستلزمات هذا الحفل، من حلويات و شموع و ورود و أشجار و شكولاطة. أياما قبل رأس السنة الميلادية ،يتجه كثير من الراغبين في الإحتفال بهذه المناسبة !!! إلى اقتناء الهدايا التي يقع اغلب اختياراتها على الشكولاطة «نجم الهدايا المتبادلة في رأس السنة نظرا للقيمة الغذائية التي تتوفر عليها و لجمالية الاشكال التي تتخذها و شكل تقديمها الذي يميز تلك الليلة من احتفالية . عن هذا الرواج التجاري للشكولاطة ,تقول صاحبة محل مختص في صناعة و بيع الشكولاطة :»خلال هذه الفترة من نهاية كل سنة يزداد الاقبال على اقتناء الشكولاطة التي تزداد مبيعاتها بالمناسبة ,ذلك أن أحسن ما يمكن أن نقدمه هو هذا النوع من الهدايا المحبوبة من طرف الكبير و الصغير» في الجهة المقابلة ,هناك من يرفض قطعا موضوع الاحتفال لتنافيه مع القيم الاجتماعية المحلية كما أفادنا بذلك مواطن عندما تحدث قائلا: « إنها فضيحة كبيرة،أصبح المراكشيون يقلدون فيها الأجانب و يحتفلون بما يسمونه راس السنة ،فلماذا لا نعطي للسنة الهجرية قدر الإهتمام الذي يعطى للسنة الميلادية ؟». حسب الإحصائيات ،وصل عدد الوافدين هذه السنة على مراكش إلى أزيد من مليون و ست مئة ألف شخصا ،و ستصل عدد المبيتات إلى ستة مليون ليلة و هو معدل إيواء لم يبلغ بعد نسبة خمسة و ستون بالمائة المبتغات من طرف المستثمرين، حيث ظل مستقرا في حدود إثنى و أربعين بالمائة حسبما افادت به التوقعات. إقبال هذه النسبة الهامة من السياح على مدينة مراكش يفسر ما لهذه المدينة التاريخية من مركزية و اهتمام لدى السائح الأجنبي و الداخلي و ما يوضح أن إشكالية التفاضل بين المؤيدين و المعارضين تظل رهينة التمدد أو التقلص في نسبة الممارسين لطقوس هذه الإحتفالات مدا و جزرا و خضوعا لمدى إنسيابية هذا الفعل نحو أحد الإتجاهين.