كانت الزميلة "لواء آسفي" قد طرحت الموضوع بتحليل إحترافي ورؤية عميقة . هلل معظم المراكشيين للنطق بحكم إعدام عادل العثماني المخطط الأساسي والمنفذ لتفجيرات أركانة ، وكانت من قبل قد رفعت شعارات من طرف مواطني وساكنة آسفي : ” السفياني ارفع راسك الإرهاب ماشي ديالك” و ” آسفي عامرة طاقات لا إرهاب لا تفجيرات” و ” الشعب يريد إسقاط الإرهاب ” و” بالروح بالدم نفديك يا وطن”، هي بعض الشعارات التي كانت قد إستقتها ” مراكش بريس” أثناء حضورها بآسفي، شعارات رددتها حناجر المجتمع المدني بأسفي خلال الوقفة التنديدية التي دعا إليها “ائتلاف آسفي ضد الإرهاب” صباح مساء بساحة محمد الخامس، بمدينة آسفي على إثر الأحداث الإرهابية الغاشمة التي هزت مقهى “أرڭانة” بساحة جامع الفنا يوم 28 أبريل الماضي والتي خلفت 17 قتيلا و 21 جريحا من مختلف الجنسيات، وهي ذات الشعارات التي إرتفعت بعدما إتجهت “قافلة أسفي ضد الإرهاب ” صوب مراكش الجريحة مساء الأحد تحت شعار “بلادي أنت روحي وفدائي” ، بمشاركة فعاليات المجتمع المدني و بعض منتخبي المدينة و الفاعلين الاقتصاديين بها و نشطاء في الميادين الفنية والتفافية بآسفي . من جهة أخرى، كان يونس العثماني شقيق عادل العثماني المتهم في التفجيرات الإرهابية بمقهى ” أرڭانة ” بمراكش قد أوضح أنه إذا كان شقيقه هو من قام بذلك الفعل الإجرامي فنحن نتبرأ منه ، مضيفا : “أن عائلته تدين هذا العمل الإرهابي الذي ذهب ضحيته أبرياء، وتقدم تعازيها لعائلة الضحايا داخل المغرب وخارجه، وتأسف المتحدث لعدم صحة ما ورد ببعض المنابر الإعلامية بخصوص سيرة أخيه عادل العثماني كتعاطيه للمخدرات، مشيرا لكونه كان شخصا طبيعيا يتحاور مع الكل ، وكان من عشاق فريق الكاتالوني الشهير ” البارصا “ مفندا مانقلته الصحف انه كان يطرد الزبائن من المقهى ، وليس له سوابق عدلية . وأعلن شقيق المتهم باسم عائلته أنه ” إذا كان أخي قد اقترف هذا الجرم الشنيع ، فقد أساء للعائلة ولمدينة آسفي وللمغرب ككل ، ونحن في العائلة نستنكر هذا العمل الارهابي وندينه،وليتحمل مسؤوليته الكاملة لما افترفت يداه “، وقال يونس العثماني ” إنني أعرف أخي جيدا، الشيء الوحيد المعروف عنه عشقه للهجرة السرية عبر ميناء أسفي إلى أوروبا ” ، مضيفا أن المتهم عادل لم يكن متشددا ولا متطرفا ولا متعصبا ، ففي زواجه الأخير في الصيف الماضي استعملت الموسيقى الشعبية بحضور أمرأة أجنبية ، ولم يعترض على ذلك. إلى ذلك علمت “مراكش بريس” من معارف ومحيط عادل العثماني المتهم في التفجيرات الإرهابية بمقهى “أرڭانة” بمراكش، أن المتهم كان كتوما وغير إجتماعيا، وأنه عاد من مراكش مباشرة بعد تنفيذ العملية الإرهابية ليبشر صديقيه “عبد الصمد .ب ” و”حكيم .د”، أحدهما يعمل بائع أحذية والآخر يملك “محلبة” بآسفي، وجميعهم يعتنقون الفكر الجهادي التكفيري، وكان قبل ذلك قد حاول إيهام الجيران بأنه لم يغادر المدينة قط كما أنه عمد قبل أسبوع إلى الظهور في حالة سكر وعربدة محاولة منه لإبعاد الشبهات عنهوأنه ظل يطمح للهجرة من أجل ماكان يسميه الجهاد، وأنه كان « معجب بتنظيم القاعدة » رغم أن هذه الأخيرة نفت إنتسابه لها ، ولم تتبنى العمل الإرهابي على ” أرڭانة “، كما حاول مرارا الالتحاق بمناطق” الإرهاب الساخنة ”، والإتجاه إلى العراق عبر سوريا، أو إلى أفغانستان لكنه فشل، غير أنه بسبب فشله هذا، قرر القيام بعمل إرهابي كبير في المغرب، واختار مراكش لأنها مدينة تجذب الكثير من الزائرين الأجانب ، مشيرا إلى أنه “ اختار هذا المقهى لأنه لاحظ زيادة عدد الأجانب الذين يرتادونها ”. وحسب معلومات أمنية متداولة فان عادل العثماني منفذ الاعتداء الإرهابي على مقهى ” أرڭانة ” كان قد حرص على أن تبقى تحضيراته الإرهابية بعيدة عن الأعين بل حتى عن زوجته الحامل في شهرها الثالث،وهو ما يضع سؤالا آخرا حول حقيقة هذه السرية المزعومة!؟ وقبل أن يمتطى القطار من مسقط رأسه بأسفي نحو مراكش الحمراء في فجر يوم المدبحة ، و حدد مكانا بساحة مسجد الكتبية كمحطة للضغط على زر التفجير، تم توجه صوب المقهى مموها على شكل سائح بوهيمي يلبس شعر بني مستعار ويحمل قيثارة للتمويه عن شخصه، وعدم إجتداب الإنتباه له، وما أن غادر مقهى أركانة حتى وقع الانفجار في السطح الأولي للمقهى الذي يفضل السياح الجلوس بأرجائه للتأمل الحركة العفوية والدفق الفلكلوري الجميل لساحة جامع الفنا العالمية. وكان عادل العثماني قد مكث زهاء 45 دقيقة تقريبا بالمقهى، منتحلا صفة سائح أجنبي، طلب خلالها عصير ليمون ثم حليبا بالقهوة ، قبل أن يغادر مخلفا وراءه حقيبة سفر وحقيبة أخرى للظهر محشوة بالمتفجرات ، ومباشرة بعد ابتعاده عن المقهى ركب رقم الهاتف الموصول بالجسم المتفجر، لينجم عنه انفجار ضخم ورجة قوية إهتزت لها كل الأحياء المجاورة لساحة جامع الفنا . على سياق موازي للحدث، تخوفت فعاليات حقوقية ومثقفون وإعلاميون من مدينة آسفي ، من أن تعمق عملية الإعتداء الصراع الغوغائي الذي يطفو على السطح بين المراكشيين والسفيانيين، خصوصا أثناء اللقاءات الكروية بين فريقي المدينة، ودعت ذات المصادر جمعيات المجتمع المدني والفعاليات الشبابية إلى ضرورة إيلاء هذه النقطة ما تستحقه من أهمية ، في سياق التعديل الدستوري الجديد، وتعميق مقتضيات الجهوية الموسعة، وإنضمام مدينة آسفي ومنطقة عبدة لجهة مراكش تانسيفت الحوز. من جهة أخرى ، دعا مصدر مسؤول من تنسيقية الأحياء لمناهضة غلاء المعيشة بآسفي حضروا الوقفة التنديدية بجامع الفنا الدولة إلى ضرورة الإهتمام بساكنة ومدينة أسفي الفقيرة؛ وإخراج المدينة التاريخية من براثن الإهمال والتهميش، ومحاسبة المسؤولين ممن أوصلوا آسفي إلى هذه المرحلة، المنافية لمنطق القرن الواحد والعشرين، والمناقضة للتحولات التي يعرفها المغرب، حيث على سبيل المثال لا الحصر لا يكتفي المسؤولين عن توزيع الماء والكهرباء بالرفع من أسعار هاتين المادتين الحيويتين،بل يلجؤون إلى فرض دعيرة على المستهلكين في ظل شروط اقتصادية واجتماعية جد مأساوية للأغلبية الساحقة من المواطنين والمواطنات بآسفي للتغطية فيما وصفه المصدر المذكور بسوء تسييرهم وتدبيرهم لهدا المرفق العمومي والذي يريدون تهيئ الشروط لبيعه للخواص من الشركات الأجنبية بمباركة مجالس “منتخبة” معادية لمصالح السكان، لاتتقن سوى أساليب التهديد بقطع الأرزاق قبل الماء والكهرباء على السفيانيين. وإرتباطا بالموضوع لم يخف مجموعة من الفنانين والمثقفين المراكشيين علاقتهم الحميمية التي تربطهم بمدينة آسفي في كونها مدينة السمك والخزف والشواطىء الطبيعية وحاضرة الأطلسي التي لا تبعد عن مدينة الرجال السبعة سوى بحوالي 160 كلم. والتي تعد من بين أعرق المدن المغربية حيث تضم مجموعة من المآثر التاريخية والقلاع ووجودها المتميز الذي ظل على مرور العقود والأزمان يجمع بين عراقة التراث المغربي وحداثة التطلع للمستقبل،والعصرنة، منتقدين بعض الكتابات الإعلامية التي تعمق الهوة بين السفيانيين والمراكشيين،وتساعد في توسيع دائرة الإحتقان كان آخرها مقال على الصفحة الأولى من يومية المساء ، ينتقد ويسفه إدماج مدينة آسفي ضمن جهة مراكش تانسيفت الحوز، في أفق التعديل المبني على الجهوية الموسعة، وفي سياق أوراش الدستور الجديد . على صعيد آخر، تمنث أوساط حقوقية وطنية ودولية، وهيئات سياسية ونقابية وطنية ما وصفته بالأسلوب الحضاري والعلمي الذي باشرت به مديرية المحافظة على التراب الوطني، لكونه إستحضر الإختلالات الأمنية للتعامل مع أحداث 16 ماي بالدار البيضاء، حيث أن عادل العثماني المتهم الرئيسي في تنفيذ التفجير الإرهابي بمراكش، كان قد أوقف من أمام منزل والدته بحي بوعودة بآسفي، حيث كان يستغل دكانا يبيع فيه الأحذية المستعملة، وحسب أفراد عائلة المتهم فإن أسرة العثماني لم تتعرض لأي مضايقات كما أنها لم تخضع لأية إستنفارات أو تفتيشات مزاجية ، وأن عملية إعتقال عادل العثماني جرت وهو يحاول مغادرة منزل والدته رفقة زوجته حيث تم نقله على متن سيارة “داسيا”. في حين تساءلت ذات الجهات عن موقع السلطات الأمنية بأسفي من الإعراب، عندما قام عادل العثماني المتهم الرئيسي في تنفيذ تفجير مقهى” أرڭانة ” بمراكش، عندما استغل المتهم المنزل الثاني الذي يعود إلى ملكية والده بحي مفتاح الخير بآسفي، بعيدا عن حي بوعودة الذي تقطن فيه أمه وعائلته، في إجراء اختباراته التفجيرية، ولماذا لم يتم البحث في أسباب التفجير آنذاك، رغم كون الحي بعيدا عن الأنظار ، ولا يزال خاليا من السكان وجل منازله مغلقة أو يملكها مهاجرون مغاربة بالخارج.ثم لم تنتبه السلطة المحلية إلى محاولاته العديدة لصناعة متفجرات تقليدية، وتجربتها بمنطقة خلاء بضواحي “سيدي دانيال” بنواحي أسفي ؟؟. وأكدت ذات المصادر المتتبعة أن سفريات عادل العثماني نحو أفغانستان وسوريا ودول ساخنة أخرى ، لماذا لم تثر حوله الشبهات ؟ ولم لم تستدع متابعته عن بعد في سياق الحكامة الأمنية وحسن الترشيد؟