أبرز محمد رضى كسوس : المنسق الوطني لحركة شباب 09 مارس خلال الإجتماع التشاوري الذي عقدته تنسيقية جهة مراكش تانسيفت الحوز للحركة أن المغرب يخطو خطوات حثيثة وهادئة من أجل تعميق دولة الحق والمؤسسات، مستحضرا ما وصفه بالعوامل السلبية، التي لا ينبغي أن يتغافلها التحليل الرصين والموضوعي، والتي لايزال يعكسها تقاعس الفعل الحزبي في عمومه ببلادنا ، بعدم تجاوبه مع طبيعة المرحلة البناءة والواعدة التي أسسها الدستور الجديد، وما تفرضه خصوصية الحقبة التي تحياها بلادنا ، والتي إنبثقت عن ظهور أجيال جديدة من الشباب لا ترتبط وجدانيا بمرحلة الحركة الوطنية، بالإضافة إلى سقوط العديد من الأحزاب في فخ الشعارات وتجانس البرامج الإنتخابية، وضعف الممارسة الديمقراطية الداخلية للتنظيمات السياسية،والنقابية. وأشار كسوس أن مثل هذه العوامل جعلت المواطن يعزف عن العمل الحزبي وينفر منه، و يلجأ إلى مؤسسات المجتمع المدني كبديل، في ظل تنامي الفكر البراغماتي والعملي في مجتمعنا، وخاصة لدى الفئات المتعلمة والنخب المثقفة، ورجال ونساء الأعمال من المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين وتزايد حاجات القطاعات الإجتماعية ومطالبها بفعل تطور المجتمع، والتقاعس في تلبية الحاجيات ، مما أصبح يجبر المواطنين على التحرك والتنظيم من أجل حل مشاكلهم العالقة،في غياب المتابعات النضالية للأحزاب وهو ما حدا بقطاعات اجتماعية متعددة إلى الدفاع عن ذاتها عبر الإنخراط في دينامية المجتمع المدني. إلى ذلك، شدد كسوس على رفض حركة شباب 09 مارس لما وصفه بالمزايدات الكلامية، والشعارات الجوفاء،والعداءات المجانية للحركة التي ليس من ورائها طائل، موضحا أن المرحلة الوطنية الحالية والمقبلة لم تعد تقبل تبادل الإتهامات والبيانات والبيانات المضادة، بل أصبحت تستدعي التجاوب والتأطير للتحولات الاجتماعية والإقتصادية التي يعرفها الوطن، والتي ترجمها دستور 2011 الجديد ، وفي أفق التجاوب مع ظهور قوى اجتماعية حبلى بالآمال ومتعطشة للفعل الديمقراطي والعدالة الإجتماعية وطامحة لضمان حقوق الإنسان وترسيخ ثقافة الإختلاف. وذكر كسوس أن الأزمة السياسية التي تتخبط فيها الكثير من الأحزاب ، نتيجة عدم تجديد النخب السياسية، انفرجت على آفاق جديدة لمشاركة المواطنين، وخاصة الأجيال الجديدة من الشباب الطامحة إلى ممارسة العمل السياسي بمنظور جديد يتجاوز القوالب الجاهزة والدوغمائية العقيمة، وينبني على أسلوب منفتح،وعلى أفكار وأساليب عمل وعلى فضاءات تنظيمية متجددة في العمل السياسي من ضمنها حركة التاسع من مارس، كحركة تسعى إلى فتح آفاق جديدة لمشاركة المواطنين في الإستحقاقات وقطع الطريق على الفساد والمفسدين، وتوعية وتأطير الأجيال الجديدة، ودفعها لممارسة العمل السياسي بأفكار وأساليب عمل حداثية وفعالة وفي إطار فضاءات تنظيمية مستصلحة أوجديدة، كفيلة بتخطي الكوابح والآليات الحزبية الجامدة. من جهة أخرى، لاحظ كسوس أن استفحال ظواهر العزوف الانتخابي واللامبالاة بالشأن التدبيري الجماعي والشؤون القطاعية كنتائج، ظلت تتغذى على أسباب بنيوية كالتهميش الإجتماعي والإختلالات المجالية،وعدم تجديد النخب والعجز في التأطير السياسي،مما ترجم تأخرا مخيفا في حركة الوعي الإجتماعي والدمقرطة خاصة بالعالم القروي ومناطق الهامش،ومحدودية القدرة على طرح أسئلة شائكة ومعقدة وملحة على كل الفاعلين في الحقل السياسي، مشيرا أن حركة شباب التاسع من مارس ستعمل جاهدة من خلال شراكات مع الهيئات الحقوقية والأكاديمية والمؤسسات الجامعية والمراكز العلمية والمؤسسات العاملة في مجال التنمية،على حصرها ومناهضتها بالمراقبة وإنتقاد وفضح صناعها والمتورطين فيها وطرح البدائل الموضوعية وتأطير وتأهيل الشباب،والإنفتاح عليه، عبر المنتديات والندوات و برامج ودورات التكوين المباشرة، حتى يتمكن أعضاء الحركة من إكتساب آليات ومهارات المراقبة الإنتخابية و القانونية والإدارية و مقومات التحسيس والمرافعة حول الأسباب المعيقة لتأسيس شروط ديمقراطية بناءة وعدالة إجتماعية قويمة تنمية محلية ووطنية ناجعة . . حسن حمدان