يلتقي المثقفون وزوار المعرض الدولي السادس عشر للكتاب بالدار البيضاء ، يوم السبت 20 فبراير 2010 في الساعة الخامسة بعد الزوال برواق الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (مدخل الجناح الجديد) في لقاء مفتوح مع حلقة نقاشية بعنوان (اختلالات المشهد الثقافي بالمغرب) بمشاركة : شعيب حليفي ، جمال بندحمان، رشيد الإدريسي ، عبد اللطيف محفوظ..وبحضور عدد من المثقفين الذين سيتدخلون بتعقيبات على المواضيع المقترحة في هذه الجلسة ، وهي تتناول بعض القضايا التي يستشعر الكتاب المغاربة أهميتها ودورها الحاسم في توجيه السياسة الثقافية بالمغرب. ونظرا لتشعب الموضوع وتعقده، فإن التدخلات سيراعى فيها التركيز على محاور بعينها واتخاذها منطلقا لفتح نقاش حول مختلف القضايا التي تسهم في صنع هذه السياسة.ومن هذا المنطلق، فإن المحور الأول سيحاول طرح قضية الدور الذي تقوم به وزارة الثقافة، والإجابة عن سؤال مدى استجابتها لطموحات المثقفين وتحقيقها للمهام المنوطة بها، ومعرفة عن مدى توفرها على سياسة ثقافية متكاملة، وعن نسبة مساهمة المثقف، بوصفه المعني الأول بمبادراتها، في تشكيل هذه السياسة؟وهل فعلا تمتلك سياسة ثقافية أم إطارا سياسويا لاستكمال المشهد الحكومي العاجز– برمته– والفاقد لأي فهم ثقافي واجتماعي وسياسي .. وارتباطا بهذا المحور، ونظرا لما تثيره سنويا من نقاش، فإن جائزة المغرب للكتاب والتي تمنحها وزارة الثقافة، ستحظى هي الأخرى بالمناقشة، لمعرفة إن كانت تخضع لمعايير إبداعية وفكرية صرفة، أم أنها تخضع لمعايير أخرى، وللاطلاع على المقترحات التي قد تسهم في جعلها تتوفر على نسبة من المصداقية. ولأن النشر هو القناة التي بموجبها يتم إيصال الكتاب إلى القراء، واللبنة الأولى التي يجب التوفر عليها لتشييد بنيات ثقافية صلبة كتلك التي تتوفر عليها الدول المتقدمة، فإنه هو الآخر في حاجة إلى نقاش يشترك فيه المؤلفون ومهنيو الكتاب، خاصة وأنه قطاع يعرف الكثير من المشاكل المتعلقة بهيمنة العقلية الربحية لدى الناشرين وعدم التوزيع الجيد للكتاب وضياع حقوق المؤلف وهزالة الميزانية المخصصة لدعم الكتاب من طرف وزارة الثقافة، واختلال طرق صرفها منذ اعتمادها، وغيرها من القضايا.وحتى تكتمل الرؤية لاختلالات المشهد الثقافي المغربي، فإنه لا يكفي أن يلقى باللوم على طرف دون الآخر، ولذلك فإنه لا بد من الوقوف عند بعض مواطن التقصير التي تكمن في الكُتَّاب أنفسهم، فهم بدورهم يساهمون في تأزيم هذا المشهد ببعض السلوكات اللا ثقافية، التي تتمثل في عدم مواكبة الإبداعات بالنقد الذي يراد لذاته، وعدم تشجيع الطاقات الواعدة ... وغيرها من الظواهر السلبية التي تحتاج إلى خطاب يتسم بقسط من الشجاعة من أجل تجاوزها. هذه بعض القضايا التي سيحاول هذا اللقاء ملامستها، والدعوة عامة للجميع للمساهمة في إغنائه والخروج بمجموعة توصيات وقرارات، تكون منطلقا لفعل ثقافي جرئ ومبدئي ينفتح على لقاءات أخرى، يعمق فيها النقاش أكثر ويسهم في إنعاش الحقل الثقافي ببلادنا وفي بناء سياسة ثقافية متزنة.