سأكتب هذا المقال ومياه كثيرة جرت تحت الجسر،سأكتب هذا المقال،ليس ككاتب صحفي،وإنما كواحد من شباب 20 فبراير الذين حلموا ليلة 20 فبراير بمغرب آخر غير المغرب الذي يقمع ويعذب ويقتل مواطنيه،المغرب الذي سكن عقولنا وقلوبنا.. ومستعدون كشباب 20فبراير..للموت ..لا للقتل،من أجل أن يسمو ويرقى،وأيضا من أجل أن يسقط أعداءه في الحضيض. لقد خرجنا يوم 20 فبراير من أجل هدف واحد،إختصرناه في ثلاث كلمات،وهي ..الحرية والعدالة والكرامة،لكن الجبناء من أقزام المخزن،حاولوا الإساءة إلى شباب 20 فبراير وسمعتهم،لقد إستفزوا الشباب الثائر في كل ربوع المغرب،وزرعوا بلطجيتهم لإثارة القلاقل والفتن،واعتقلوا وعذبوا،بل وقتلوا شابا إسمه-كريم الشايب-في صفرو.. منذ البدء،قلنا لهم حتى بحث حناجرنا،إن مسيراتنا ستكون سلمية،ورددنا شعارنا الشهير-سلمية ..سلمية...لا حجرة..لاجنوية-لكن الأنذال،إعتقدوا أن الشباب المغربي..شباب الفايسبوك..مثله مثل شبيبات بعض الأحزاب المخزنية،التي ترتعد حينما -يعطس-المخزن فقط،وظنوا أننا سنختبئ في كهوفنا وبراريكنا،لكنهم أخطأوا التقدير،ولم يحسبوها-صح-كما يردد إخواننا المصريون...فاصطدموا بشباب لا يتنفس سوى عشق الحرية والكرامة،ومستعد للموت من أجل مطالبه المشروعة،وكعادته دائما،حينما اقتنع النظام بإصرار شباب الفايسبوك على تحرير نفسه من قبضة الديكتاتورية،كان الخطاب الذي أطلق عليه الشباب-الخطاب الإلتفافي-أو ما سمي ب-خطاب 9 مارس-وتخندق مريدو المخزن في 9 مارس ولم يغادروه إلا صباح 20 مارس،ليتأكدوا أن الشباب المغربي غير قابل،بل ملقح ضد الإلتفاف،لقد اعتبرنا إقدام الملك على توجيه ذاك الخطاب الشهير،إنتصارا لنا،بل إنتصارا لقيم الرغبة الجامحة التي غمرتنا،للحلم ببلد نحكم فيه أنفسنا بأنفسنا،ولا أعتقد أن أحدا سيلومنا على هذه الرغبة. إن المشكلة في خطاب 9 مارس،هي أنه خطاب جاء لإطفاء نار الغضب في صدور الشباب المغربي،وأنه خطاب اعتباطي وارتجالي،مع أن الظرفية ووعي الشباب المغربي،لا يقتضي الإرتجال ولا يُصادر بالإعتباطية،إنني أعتقد أن كل ما ورد في الخطاب هو كلام في كلام،لأن مشكلتنا في هذه البلاد هي أن الكل،قادر على الكلام والخطابة،لكن حينما تحين ساعة الجد وساعة الأفعال،لن تجد غير ظفرك لتحك به ظهرك... لقد كانت مطالبنا واضحة وليست فضفاضة كما تدعي بعد شبيبات الأحزاب التي تأتمر بأوامر جنرالات أحزابها،كانت مطالبنا هي دستور ديمقراطي،عبر مجلس تأسيسي،والإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي والعقيدة وحل الحكومة وحل البرلمان ومطالب أخرى،لكن النظام لم ينفذ أي مطلب،لذلك نعتقد أن الملك لم ينضبط لمطلبنا الأساس الذي يتعلق بصياغة دستور ديمقراطي عبر مجلس تأسيسي منتخب من طرف الشعب،بل وضع نفسه مكان هذا الشعب،واختار لنا لجنة مكونة ممن يشملهم-الرضى المولوي-ونحن..من أسباب خروجنا إلى الشوارع كان هو محاربة ورفض عقلية القرابة والصداقة والحاشية تلك.. لقد كان حريا بالملك الإختلاء بحاشيته لمدة 24 ساعة فقط في إحدى ردهات الديوان الملكي،وصياغة دستوره الملكي في 3 ساعات ،وطرحه للإستفتاء بغية حصد النتيجة المعلومة..99.99 من المؤيدين لهذا الدستور،وكف عنا عناء التعليق على ما يسمى بالدستور الديمقراطي في خطاب 9 مارس..ثم لماذا لم يتحدث عن الفصل 19 والذي يعتبره فقهاء القانون الدستوري،دستورا داخل الدستور؟؟ والملك يحكم هذه البلاد بتلك الفقرات الواردة في الفصل 19،لماذا -دار عين ميكة على هاد الفصل-؟؟لماذا لم يتحدث الملك عن أن شخصه ليس مقدسا وأنه مثلنا كبقية البشر،لماذا لم يبادر الملك،بما أنه يملك صلاحيات حل البرلمان وحل الحكومة في هذا الدستور الممنوح،بحل هذا البؤس الجاثم على صدرونا؟؟ إن ما أود قوله،هو أننا لسنا هواة احتجاج،ولسنا هواة زراويط المخزن،حتى نخرج كل يوم للتظاهر من أجل فرض مطالبنا التي يروج المخزن وبعض الأبواق على أن النظام استجاب لها،إن من سوءات الحاكم المغربي،هي أنه لا يتقن فضيلة الإنصات لنبض الشعب ،..اليوم هناك مؤامرات من طرف بعض الأحزاب التي تسخر شبيباتها وتحركهم ككراكيز رخيصة،لتقبض هي الثمن من وراء-قبة المشور السعيد-وذلك عبر تحريضهم على زرع الفتنة داخل شباب 20 فبراير،بدعوى أن مطلبنا الرئيسي هو ما يسمونه الملكية البرلمانية،بينما مطلب الملكية البرلمانية كان هو السبب في اختلافنا كحركات فايسبوكية،وحسمناه حينما نزلنا إلى الشوارع ليلة 20 فبراير،عندما قلنا أننا لن نحدد سقف مطالبنا حتى لا يتحايل علينا النظام،ويخرج علينا في خطاب التفافي يزعم من خلاله أنه سيطبق-الملكية البرلمانية-لكن متى..ربما في أفق سنة 2100..وقبل 20 فبراير وقعنا بيانا تنسيقيا مع حركة حرية وديمقراطية الآن،من أحد شروطه الأساسية هي أن مطالبنا الفردية سنحتفظ بها،وسنخرج يوم 20 فبراير من أجل ثلاث كلمات هي-حرية ..كرامة..عدالة اجتماعية-.. لقد صدقت نبوءتنا،حينما حاول المخزن الإلتفاف على مطلب الدستور الديمقراطي،وذلك عندما تلا علينا عبارة-دستور ديمقراطي-في خطابه المعلوم،إن مطالبنا هي دولة ديمقراطية،عبر دستور ديمقراطي يُصاغ من طرف مجلس تأسيسي ،وحينها لكل حادث حديث،إنني اليوم أتوجه إلى هؤلاء الشبيبات،وأدعوهم إلى أن يثوروا ضد جنرالات أحزابهم وأن ينصتوا إلى ضمائرهم،وألا يتنافسوا على من يجيد تلميع أحذية المخزن أفضل،فالمخزن لا يعترف بمن يلمع أو يلعق حذاءه أكثر،لأنه ما إن يحقق هدفه،لا يتردد في -قلب وجهه عْلى السيرورات....وسيثبت الزمن أن ما نقوله اليوم هو الصواب. إنه لمن العار أن نعاين شبابا يزعم دون حياء،أنه ينتمي لشباب 20 فبراير،وهو من أشرس أعدائها ،عار على بعض الساقطين من السقف أن يهرولوا إلى بعض السفارات المعتمدة بالرباط،ليطلبوا المعونة والأوروهات للنضال من أجل تحقيق مل يسمونه-ملكية برلمانية-حسب زعمهم. نحن نعتقد أن التغيير شأن مغربي مغربي،ونحن كشباب 20 فبراير،قادرون على فرض هذا التغيير دون تسول فرنسا أو أمريكا الإستعمارية،ونعتبر هؤلاء المهرولين خونة للشعب المغربي،ونضاله المشروع،وأيضا مشوشين أنذال على شباب 20 فبراير،إن هؤلاء العملاء لم يستفيدوا من دروس التاريخ واحتقروا واستهانوا بإرادة الشعب المغربي وشبابه،وتوجهوا إلى سفارة فرنسا،وهم للفضح،بعض شبيبة الإتحاد الإشتراكي-هؤلاء لم يستفيدوا من الكبرياء الليبي الذي رفض شعبها الإستعانة بالأمريكان ضد الحقير المدعو القذافي ومرتزقته،إيمانا منهم بأن الثورات والإنتفاضات،يجب أت تكون بسواعد محلية وليس بقنابل القوى الإستعمارية،التي لا تختلف في تعاملها مع الشعوب عن الأنظمة الإستبدادية،بل وحتى حينما نطق الأمير هشام،وتحدث عن المغرب وما زعم أنه يشهد تطورا وليس-ثورة-أصدرنا حينها كحركة شباب بيانا نندد فيه بتدخل الأمير في حركات الشباب ومحاولة توجيهها،وقلنا فيه،إذا أراد الأمير فعلا تأييد مطالبنا،فعليه أولا التخلي عن صفة-الأمير-التي تتلبسه،والتخلي عن الإمتيازات والمشاريع التي يقيمها في المغرب،من مشاريع السكن بعين الحوالا بطريق زعير،إلى مشاريع الطاقة المتجددة وغيرها،مع ما يرافق ذلك من امتيازات،يمنحها له هذا النظام الذي يلعب هو دور معارضته ويجاريه النظام في ذلك،مع أن اللعبة أضحت مكشوفة للجميع،وهي أن النظام وأميره هشام يلعبان هما معا هذه اللعبة،وبتواطؤ مكشوف أدركناه متأخرين.. اليوم سقطت الأقنعة عن الجميع،فالشعب يريد نظاما ديمقراطيا ولا يريد استبدال ملك بأمير ينصب نفسه،بعد أن يتخلص من جبة الأمير-ملكا- على المغاربة،الشعب اليوم والشباب المغربي خصوصا،أدرك اللعبة،ويرفض أن يتحول إلى ألعوبة في يد النظام وعائلته،من يريد النضال من أجل التغيير،عليه أن يلتحق بالشعب وأن يعلنها جهارا،أما الأحزاب المعلومة اليوم..والتي استأجرها النظام المخزني للقيام بالمهمة الذنيئة،وهي التشويش على شباب 20 فبراير،وفي مقدمتها حزب الإتحاد الإشتراكي،فعليها أن تخجل من نفسها،عليها أن تعلم أن الحركة لن تصبح ابدا منظمة أو جمعية موازية أو ملحقة بأي حزب كان من كان،حتى ولو سخرت هذه الأحزاب المخزنية بضع شباب مغرر بهم للتشويش.. إن مصطلح-الملكية البرلمانية-لاوجود له كمصطلح سياسي علمي في الفقه الدستوري في أي نظام حكم،وكل ما هنالك أن هذا المصطلح، هو ببساطة -شعار سياسي- أما أنواع الملكيات،فشخصيا لا أعرف إلا نوعان منها-ملكية وراثية وأخرى -انتخابية-يُنتخب فيها ولي العهد من طرف الشعب ،لذلك نقول لكل المغرر بهم،أن مصطلح-الملكية البرلمانية-ماهو إلا نتاج هواة اختلاق وإنتاج -العبارات الشاذة-أي أولئك الذين أنتجوا لنا مصطلحات للتلهي بها أو للإسترزاق والضغط حينما يهمشهم الملك،وهم للإشارة،العصابة التي احتلت وسيطرت على حزب عبد الرحيم بوعبيد،إنهم العصابة التي أبدعت-مصطلح الملكية البرلمانية،والإنتقال الديمقراطي والمخزن مات ومصطلح -الوافد الجديد-الذي قالوا في حقه ما لم يقله مالك في الخمر،وجيشوا المواطنين ضده،قبل أن يصبحوا من أخلص وأقرب حوارييه.. إننا كشباب مغربي لسنا مستعدين أبدا لنصبح ببغاوات من طرف اي حزب،إننا لن نذبح مرتين من طرف حزب،لو كان زعيمه بوعبيد حيا اليوم،لكان من أشرس أعدائه،إن البعض أصبح ببغاء للمكاتب السياسية لبعض الأحزاب التي سيسجل التاريخ على أنها ستبقى أحزابا ذيلية يؤثث بها النظام المخزني،فضاءا سيايا متسخا،ويجب الإقرار كذلك والإعتراف،من لدن هذه الأحزاب،أننا هزمناها كشباب مغربي حر،عليها أن تعترف أن الشباب المغربي تجاوزها ودخل في مواجهة مباشرة مع النظام دون التسمر أمام دكاكينها،يطلب ما تسميه هذه الأحزاب المخزنية ب-التأطير السياسي-ونسميه نحن ب-التضبيع السياسي- إن مطلب الملكية البرلمانية -لا يمكن أن يطبق في المغرب،لسبب وحيد،وهو أنني شخصيا، لا يمكن أن أنتظر من عائلة حاكمة منذ سنوات ،أن تأتي اليوم وتمنحني صلاحياتها....هذا إسمه ضحك على الذقون، المطالب هي إقرار دستور ديمقراطي شعبي،لا تدخل فيه العائلة الحاكمة كطرف يتنازل عما يسمونه حقوقهم التاريخية،وإنما كمتعاقدين يحاسبهم الشعب،بعد أن تُنتزع منهم طابع القداسة الذي يتلبسونه....إن مطلب -الملكية البرلمانية-هو في السيكولوجية السياسية المغربية..مجرد وسيلة لإطالة عمر الإستبداد عبر الدخول في دوامة من الإصلاحات الترقيعية التي يتصدق بها المخزن على -رعاياه-في أحزاب الكتلة،وبقية الأحزاب الإدارية الذيلية الأخرى.. إنني أستغل هذه الفرصة لأحيي كل من دعموا مسيرات الشباب من شخصيات حزبية ومستقلة،وأوجه الشكر إلى أحزاب تجمع اليسار والجمعية المغربية لحقوق الإنسان وهيئات أخرى....هذا الخليط هو المغرب الجديد.......إنه التعدد السياسي المطلوب.من أجل مغرب تسوده الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية. محمد علال الفجري [email protected]