بدأت تتضح معالم إنشاء المغرب لميناء طنجة " المتوسطي " ، والتي تكمن في منافسة ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني ، حيث تدور حرب موانئ صامتة وأحيانا علنية بين المغرب وإسبانيا في أعقاب بدء العمل المكثف لهذا الميناء ، عناوين هذه الحرب نهج البلدين لسياسة متعمدة لتوجيه المسافرين الذين يعبرون مضيق جبل طارق نحو هذا الميناء أو الآخر . ووفق ما أوردته صحيفة " القدس العربي " ، فقد كانت إسبانيا حتى السنة الماضية تبسط سيطرتها شبه المطلقة على الملاحة في مضيق جبل طارق بفضل مينائها الضخم في الجزيرة الخضراء عند المدخل الشرقي للمضيق ، ثم ميناء آخر مساعد له في قادش في المدخل الغربي علاوة على ميناء سبتةالمحتلة في الضفة الجنوبية. وبعدما أقام المغرب الميناء المتوسطي الذي بدأ يتحول إلى أحد أكبر الموانئ العالمية كان الحديث عن حرب موانئ مستقبلا ، حسب التعبير الذي استعملته الصحافة الإسبانية، والآن بدأت فصول هذه الحرب تظهر تدريجيا وبدأت تخرج للعلن وتهم أساسا حركة المسافرين . ويشهد مضيق جبل طارق حركة كبرى كونه نقطة التقاء بين القارة الإفريقية والأوروبية بحكم جالية مغربية كبيرة في الدول الأوروبية تتجاوز ثلاثة ملايين ، ثم بدء جاليات أخرى مثل الموريتانية والسنغالية والغامبية والمالية المرور عبر المغرب نحو دولها ، علاوة على حركة سياح نشيطة وعملية نقل البضائع . ولتحقيق أكبر معدل من المسافرين، تفيد مصادر عليمة بحركة النقل البحري أن اسبانيا تتعمد تأخير السفن من الجزيرة الخضراء نحو الميناء المتوسطي، إذ لا تحترم نهائيا التوقيت وتتأخر عن ميعاد انطلاقتها قرابة ساعة ونصف الساعة ، الأمر الذي بدأ يجعل المسافرين ومن ضمنهم المغاربة يفضلون التوجه نحو ميناء سبتة ولاحقا العبور نحو الأراضي المغربية . وينتج عن هذه السياسة استمرار النشاط التجاري على الخط الرابط بين الجزيرة الخضراء وسبتةالمحتلة ، أي تحقيق الشركات الإسبانية أرباحا مهمة ، طالما أن الشركات المغربية لا يمكنها نهائيا العمل في هذا الخط بسبب عدم اعتراف المغرب بالوجود الإسباني في سبتة واعتباره وجودا استعماريا . وفي عملية أقرب للمناورة والرد ، تنهج السلطات المغربية سياسة مضادة من خلال تأخير عبور سيارات المسافرين من سبتة نحو باقي الأراضي المغربية ، إذ وصلت المدة الزمنية للانتظار للعبور من سبتة خلال الأيام الماضية نحو تطوان ، أول بوابة إقليمية مغربية ، إلى خمس ساعات انتظار ، الأمر الذي لم يحصل من قبل نهائيا .