في حضور ما يقرب من 14 ألف مشارك من 120 دولة استضافت مدينة بريتوريا في جنوب إفريقيا في الفترة من 13 وحتى 21 دجنبر الجاري مهرجان الشباب والطلاب العالمي السابع عشر الذي ينظمه اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي"وفدي" هذه المرة برعاية رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما والجناح الشبابي للمؤتمر الوطني الإفريقي في جنوب إفريقيا تحت شعار " لنناضل معا ضد الامبريالية من أجل عالم يسوده السلام والتضامن والتغيير الاجتماعي" . ولم يكن من الصعب علي المتابعين لحفل افتتاح المهرجان هذا العام أن يتأكدوا أن هناك تغييبا سيكون جليا للقضية الفلسطينية عن فعاليات المهرجان وذلك عندما غابت القضية الفلسطينية عن كلمات الافتتاح اللهم إلا إشارات عن ضرورة تحقيق السلام للشعب الفلسطيني، بينما وضح لكل المتابعين أن هناك اتجاها من جانب الدولة المضيفة لجعل قضية الصحراء هي القضية الأهم خلال أيام المهرجان وذلك عندما شبه رئيس شبيبة المؤتمر الوطني الأفريقي المغرب ب" الابارتيد"، وطالب القيادي الجنوب إفريقي ذي الشعبية الكبيرة والذي يعد بمثابة وزير الشباب في بلاده بطرد السفير المغربي من جنوب إفريقيا وأكد تضامن منظمته المطلق مع ما وصفه " كفاح الشعب الصحراوي من أجل تحرره واستقلاله عن المغرب وذلك في حضور وفد من الشباب الصحراوي تجاوز عدده 100 شاب دعمت الجزائر 50 منهم لحضور المهرجان. ولم ينته دعم قضية الصحراء عند ذلك بل تجاوز الوفد الإسباني في التعبير عن دعمه لهم وذلك عندما قام أعضاء الوفد الإسباني في اليوم الخاص بفعاليات المنطقة العربية برفع لافتات طالبت بطرد الوفد المغربي من فعاليات المهرجان ثم قام آخرون برفع لافتة أخري كتبوا فيها " المغرب = إسرائيل" مما أثار حفيظة الوفد المغربي الذي بادر أعضاؤه بالذهاب لنزع تلك اللافتات فما كان من الوفدين إلا الدخول في مشاجرة كبيرة قررت علي أثرها اللجنة التحضيرية طرد الوفد المغربي من المهرجان وبذلك نجح المخطط الذي تم الترتيب له من البداية . مما جعل أكثر من 22 تنظيما من المنطقة العربية والشرق الأوسط تصدر بيانا بعد اجتماع مطول أكدوا خلاله رفضهم القاطع لطرد الوفد المغربي وتشبيهه بإسرائيل مؤكدين أن هذا القرار غير عادل وغير مدروس وجاء نتيجة انفعالات بعض الأشخاص الذين يحملون مواقف مسبقة تجاه دولة المغرب. وأكد البيان أن هذه المنظمات لا يمكن أن تقبل ما قام به الوفد الإسباني حينما رفع لافتات معادية للمغرب ومطالبةً بطرد الوفد المغربي وواصفةً دولة المغرب أنها تساوي إسرائيل، ذلك أنه وبرغم وجهات النظر المتباينة والمختلفة داخل المنظمات والوفود العربية تجاه قضية "الصحراء الغربية" فان أيا من هذه المنظمات والوفود لا يمكن أن يقبل مثل هذه التوصيفات التي من شأنها إهانة الشعب المغربي والتقليل مما ارتكبته وترتكبه إسرائيل من جرائم في حق الشعب الفلسطيني من قتل واعتقال وتهجير وتهويد للقدس، إلي جانب احتلالها الجولان السورية، وحروبها المتكررة علي غزة ولبنان . وبرغم الغياب شبه الكامل للقضية الفلسطينية والذي لا تتحمله فقط الدولة المضيفة بل يتحمل نسبة كبيرة منه الوفد الفلسطيني الذي تجاوز عدده 150 مشاركا من عدد من الفصائل الفلسطينية منها فتح وحزب الشعب الفلسطيني والجبهة الديمقراطية إلا أن البيان الختامي للمهرجان أكد إدانة الممارسات العنصرية لإسرائيل وسياسة القتل والتهجير والاستيطان في القدس والأراضي المحتلة الأخرى وطالبوا بإنهاء الاحتلال وإزالة المستوطنات وجدار الفصل العنصري ودعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لقرارات الأممالمتحدة. وندد البيان بالحرب والحصار الإسرائيلي المفروض علي غزة وطالبوا بكسره وبمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة، كما طالبوا بإعادة الاعتبار إلي قرار الأممالمتحدة الذي يساوي بين الصهيونية والعنصرية داعين إلي الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين والأسري الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية والأمريكية. كما أدان البيان احتلال العراق وأكد حق الشعب العراقي في مقاومة الاحتلال وسيادته وأمنه واستقراره ووحدته مطالبين بالانسحاب الفوري لقوات الاحتلال الأمريكية التي تدعم الإرهاب بكل أشكاله والعمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة. وعبروا عن دعمهم لنضال الشباب اللبناني لاستكمال تحريرهم لمزارع شبعا وتلال كفر شوبا من الاحتلال الإسرائيلي وأدانوا العدوان الإسرائيلي عام 2006 علي لبنان. كما أكد البيان دعمه للشباب المصري وشباب دول الخليج في نضالهم ضد القوانين الاستثنائية المفروضة في بلادهم ونضالهم من أجل العدالة الاجتماعية والحرية. وأعرب البيان عن دعم طلبة وشباب العالم لنضال الطلبة والشباب العرب من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي العربي مطالبين بالإزالة الفورية للترسانة النووية الإسرائيلية. صحيفة " الأهالي " المصرية *