صدر للأكشاك يوم الأربعاء فاتح دجنبر، العدد الثالث لأسبوعية "منبر الرابطة" الصادرة عن الرابطة المحمدية للعلماء، تزامنا مع اليوم العالمي للحرب على داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا). وخصصت افتتاحية العدد لفضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، لموضوع "الوحدة الثقافية"، معتبرا أن "التاريخ أثبت أن الوحدة الثقافية النمطية الانصهارية التي يرام فيها تذويب كل تمايز أو تعدد، لا تتوافق مع طبيعة الإنسان، فكل التجارب التنميطية الكليانية التي تتجاهل خصوصيات الناس وأعرافهم والتي لم تترك هامشا لحرية الإنسان قد باءت بالفشل"، تماما "كما أثبت التاريخ فشل الأضرب من الوحدة الثقافية القائمة على المهادنة المؤقتة الظاهرية بين مختلف المكونات الهوياتية، والمؤسسة على عدم الاكتراث المتبادل، وعلى السلبية المشتركة، في اقتصار على الجوامع المشتركة الجغرافية والاقتصادية والتنظيمية، وإهمال للجوانب التصورية والوجدانية واللسانية، وهو إهمال اثبت التاريخ أنه من أفتك عوامل التعرية الحضارية، لأنه يعمل ببطء ولكن بإصرار وعمق"، قبل أن يخلص إلى أن "الوحدة الثقافية لا يمكنها في واقع الإنسان إلا أن تكون تنوعية حوارية انسجامية، لا تُكْبَتُ أو تنكبت فيها الآراء، وحدة تكون مؤسسة على ثوابت واضحة مكينة، وعلى أرضية صلبة ركينة من القيم الناجعة الصواب التي تيسّر التمييز والتحاكم، وحدة تقودها حكامة رشيدة مجمع عليها فتُحفظ بذلك الكيانات الاجتماعية من مصير الانفراط القابع في منتهى دربَيْ النوعين السابقين من أنواع الوحدة الثقافية". ويشمل العدد أيضا ورقة عن انخراط الرابطة المحمدية للعلماء في تنظيم ورشات تكميلية للعلماء للتحسيس بخطورة مرض فقدان المناعة المكتسبة، من خلال دراسة علمية لمحمد بلكبير، رئيس مركز الدراسات والأبحاث في القيم، في موضوع أثر الوصم والتمييز في تنامي وانتشار فيروس نقص المناعة البشري ومرض السيدا، ومن خلال مادة تركيبية للزميل عبد الرحمن الأشعاري حول إنجازات الرابطة المحمدية للعلماء في مكافحة الداء، والتي تتأسس استجابة لثلاثة واجبات شرعية: الحد من الضرر، التخفيف من أهل المعاناة، والطاعة لولي الأمر. وجاءت مواد ملحق "المغرب السني" لهذا العدد متضمنة للدراسات والمقالات التالية: متابعة لآخر أنشطة مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك، ومادة بحثية في موضوع استمساك المغاربة بالعقيدة الأشعرية، للباحث جمال بوشما. الجزء الثاني من الحديث عن المعالم المفهومية لمبدأ "ما جرى به العمل".. نموذج الاجتهاد التنزيلي في المذهب المالكي في صفحة مسالك المذهب لإدريس غازي. ونقرأ لإسماعيل راضي الجزء الثالث والأخير من قراءاته في تاريخ وخصائص التصوف المغربي ضمن باب مكارم السلوك. أما في صفحة شقائق، فقد قدمت لنا الأستاذة فريدة زمرد موضوعا حول لفظ المرأة في القرآن الكريم .. إحصاءات ودلالات. وكان ضيف العدد الثالث، الدكتور عبد الهادي حميتو، في حوار حول واقع ومآلات القراءات القرآنية في المغرب. وتضمن العدد الثالث من أسبوعية "منبر الرابطة" موضوعا أثار فيه الزميل نور الدين اليزيد أسئلة حول العلاقة بين التعليمين الخاص والعمومي، وأجرت الزميلة فاطمة الزهراء الحاتمي حوارا مع أستاذ المناخ والخبير البيئي سعيد قروق عن استراتيجية المغرب في إنتاج الطاقة الكهربائية. وقد جاء في العدد، متابعة للمحاضرة التي ألقاها الدكتور زكرياء غاني بدار الحسنية في موضوع " الإسلام بين الاستشراف والاستغراب"، وأنجز المادة الباحث جمال بامي. إضافة إلى أعمدة الكتاب والباحثين منتصر حمادة وعبد الصمد غازي، عبد السلام طويل، ومحمد المنتار، وجمال بامي.