أحداث العيون الأليمة، ومسيرة الدارالبيضاء المليونية ضد الحزب الشعبي الاسباني، يضاف إليهما، بيان النهج الديمقراطي وموقف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وقائع ومواقف،كشفت بالملموس طبيعة الاصطفاف الموجود اخل بنية هذا المجتمع بشأن قضية الوحدة الترابية للمغرب وطريقة تدبيرها من طرف الدولة. استنبات مخيم أكديم ازيك بالعيون، والأسئلة الموضوعية التي طرحت من قبل مجموعة من الفعاليات المدنية والسياسية، بشأن ظروف وملابسات وخلفيات ذلك الاستنبات، ومسؤولية الأجهزة الأمنية التي غضت البصر أو أخطأت التقييم في التعامل مع الاحتجاج، وكذا مسؤولية الحكومة المغربية، في تضليل الرأي العام، بسبب إصرارها على التأكيد عن الخلفية الاجتماعية للاحتجاج ،واستبعادها التوظيف السياسي لخدمة الأجندة البوليجزائرية المدعومة من قبل الإعلام الاسباني ذي النزعة اليمينية الفرنكوية، مجموعة وقائع ومعطيات، لم يصل النقاش الوطني بين كل الفرقاء بشأنها إلى حد المس بالوحدة الترابية للمغرب ،والتي باتت تشكل موضوع إجماع وطني مند العام 1974، باستثناء مجموعات صغيرة جدا، نجدها مرة مع تقرير المصير، ومرة ثانية مع الحل الأممي، وثالثة مع الخيار الديمقراطي، ومرة أخرى مع إعمال الآليات الديمقراطية لحقوق الإنسان بالصحراء دون الإشارة إلى مغربية أو غربية. اليوم، بعد المذبحة الأليمة التي كان من ضحاياها عشرة أفراد من القوات العمومية ، شاهد العالم بأسره الطريقة الزرقاوية التي ذبحوا بها وهم عزل لا يملكون السلاح، وكيف تم التبول على أجسادهم الطاهرة التي فقدت حركة الروح فيها غدرا من قبل البسمركيون الجدد. وبعد انكشاف عورة الإعلام الجزائري والاسباني أمام الرأي العام الدولي، بسبب توظيفه اللاأخلاقي، لصور أطفال فلسطينيين ضحايا التدخل الهمجي الإسرائيلي في حرب غزة، ولصور جثث ضحايا جريمة قتل بسيدي مومن...وقع فرز خطير جدا في مواقف الفاعلين بشأن تحديد المسؤوليات حول ما وقع بالعيون. فريق لم ينتظر كثيرا، من هول الفاجعة التي ألمت بمدينة العيون، التي عبث بأمنها وممتلكاتها عناصر ميلشياوية، أخطأت الحكومة والأجهزة الأمنية طريقة التعامل معهم، عندما أوهمت الشعب بأن حركتهم الاحتجاجية سلمية مؤطرة بمطالب اجتماعية بعيدة كل بعد عن أي نزوع انفصالي، وذوب جليد خلافاته حول تقدير طبيعة الأشياء، فانتصر لوحدته الترابية، وأدان كل أساليب التدخل في الشؤون الداخلية للمغرب التي من شأنها المس بسلامة المغرب ووحدة أراضيه . الفريق الأخر عاش على إيقاع الانتظارية خوفا من ردة فعل الدولة، في ظل غليان شعبي عارم، أججته بشاعة القتل، الذي تعرضت له عناصر القوات العمومية بطريقة زرقاوية من قبل ميليشيات الجزائر، فما كان عليه في بداية الأمر، إلا التحجج بصعوبة توفر المعطيات لإصدار حكم بشان ما وقع . لكن، عندما تبين حجم المؤامرة التي استهدفت أمن البلد وسلامة وحدته الترابية من قبل الجزائر والبوليساريوا، كنا نأمل أن ينتصر هذا الفريق إلى انتمائه لجغرافية هذا الوطن، وترك حساباته مع الدولة جانبا، لأنه مهما اختلفنا قي السياسة وفي الديمقراطية وحقوق الإنسان، فالثابت أن الوطن أكبر من المخزن ومن الديمقراطية وحقوق الإنسان. بكل صدق السياسة في المغرب، وحسابات الديمقراطية وحقوق الإنسان في التعمل مع المخزن، باتت أكبر من الانتماء إلى الوطن، وهذا أمر من الصعب جدا الاستمرار في القبول به والتعايش معه . ذرف دموع التماسيح على الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلم في الصحراء، دون إدانة الإرهاب الانفصالي الذي أدانه العالم، وتوقفت عنده هيومن رايتس ووتش، وتحديد موقف واضح بشأنه،خطوة غير محسوبة لا حقوقيا ولا سياسيا ولا أمنيا، ولها وقعا ايجابيا، سيتم مما لا شك في ذلك، توظيفه من قبل خصومنا الاسبان والجزائريين بطريقة بشعة، لتلميع صورة الجزار، والمس بأمن وسلامة الوحدة الترابية للمغرب على أراضيه. سياسة التفقير والتجويع وقمع الحريات، أمور، مستعدين إلى المشي من أجلها حفاة عراة في الشوارع ، و كل واحد منا يفضحها بطريقته الخاصة، لكن تمغربييت والوحدة الترابية، أراد من أراد وكره من كره،لا مجال للمساومة بشأنها وتقديم هدايا مجانية لخصومنا على أساسهما. الوطن أقولها دائما وأشدد عليها أكبر من المخزن ومن الديمقراطية وحقوق الإنسان.أما الأسطوانة المشروخة بشأن تقرير المصير، فالعائدين من قياديي الجبهة للمغرب، وتصريحات ولد سلمة المختطف، الذي وضعتم العصابات على أعينكم بشأن اختطافه وتعذيبه، وكذا تصريحات عباسي مدني وعلى بلحاج عن مذابح الشعب الجزائري، وما خلفته من اعتقالات وأرامل ومجهولي المصير ، أجوبة كافية للرد على مزاعم دعاة تقرير المصير. عن أي مصير تتحدثون؟ مصير لاستنبات دويلة تابعة خانعة وخاضعة للبسماركيين الجدد من العسكر الجزائري وعشاق الدم من أنصار الزرقاوي وبن لادن؟ أيها الرفاق إن صح التعبير، كفوا من حماقاتكم، وانظروا إلى حجمكم داخل المجتمع، واطرحوا السؤال عن نفسكم كم تستقطبون؟ جددوا أفكاركم واعلموا أن العالم تغير والحدود لم يعد لها وجود، وزمن الدويلات الصغرى لم تعد؟ الجزائر دولة يحكمها السلاح والدم، وشعبها الشقيق عاش كل ويلات القمع والفتك، ويقتات اليوم من الزبالة بفعل سرقة ثرواته من طرف نظام كولونيالي شمولي يقوده رجل لئيم تنكر لكل المشترك التاريخي والقيمي والحضاري بين شعبين، وحدهم الاستعمار وفرق بينهم الاستقلال. الأولى بتقرير المصير، شعب الجزائر الأسير والسليب، ومحتجزينا بتند وف من قبل عصابة ولد عبد العزيز، التاجر الكبير، الذي حول تندوف إلى أصل تجاري، لسرقة ونهب كل المساعدات الموجهة إلى إخوتنا المحتجزين بالزويرات والجزائر.كفانا هرطقة ودموع تماسيح ،الوطن أكبر من الجميع. إن انزعاج البعض، من المسيرة المليونية التي عبرت وكرست من جديد، الإجماع الوطني حول قضية الصحراء المغربية ، باستثناء طبعا، جوقة معروفة وتعزف نفس السيمفونية، انبطاحها لليمين الفرنكوي الاستعماري ثابت، وانحيازها إلى جانب النظام الكولونيالي الجزائري، الذي يرأسه *العزري ديال بوتفليقة* خلفيته معروفة، والجهات التي لها مصلحة فيما تعبر عنه من مواقف ، لتكسير وتفتيت إجماع المغاربة، بغض النظر على اختلافاتهم الاديولوجية والفكرية والسياسية، معلومة، وحتى العملة معلومة. لو بقي قليل من الشرف الوطني عند البعض، الذين نصبوا أنفسهم مدافعين عن اليمين الاسباني الفر نكوي الاستعماري، المنزعج جدا من مواقف الاشتراكيين باسبانيا، الذين كان يفترض فيهم وفي الجوقة التابعة لهم، الاقتضاء بها، على الأقل احتراما للتقاطع المذهبي لما طالبوا باعمال الاليات الدولية لحقوق الانسان باقليم الصحراء المغربية، التي عاشت يوما ارهابيا مشهودا سيظل وصمة عار في جبين كل المتامرين على وحدتنا الترابية. وفين عمركم شفتوا واحد تيرفع الضرابوا ديال المنجل والمطرقة، وتيلبس البيل ديال تشي غيفارة الله يسمح ليه منوا، يدافع عن أعداء الحرية ودعاة الاستعمار والامبريالية. للأسف لو بقي غيفارة حيا، ورأى كيف أصبحت مصالح اليمين واليسار تمر من تحت عباءته وقميصه، لأعلن ثورته من جديد، لكن هذه المرة كانت ستكون من مدينة العيون ضد الإرهاب البوليجازائريفرنكوي. [email protected]