في الوقت الذي تطارد فيه السلطات المغربية على مدار الساعة تجار الكحول الصغار بحجة عدم توفرهم على رخص تجارية وتغض الطرف على المتاجر الكبرى التي تعرض على رفوفها كل ما لذ و طاب من الخمور، يسعى مجموعة من مرتادي الفايس بوك المغاربة إلى محاربة الخمر بطرقهم الخاصة في إطار مجموعة "لا للخمر في المغرب". وعلى ما يبدو فقد لقيت هذه المجموعة إقبالا كبيرا ، حيث يلاحظ بأنها تستقطب يوما بعد يوم المزيد من المنخرطين، وقد فاق عدد أعضاءها لحد الساعة .1400 وتعرض المجموعة عددا من المقالات والفيديوهات التي تعرف بمخاطر وأضرار الخمر،كما تفسح المجال أمام أعضاءها لإبداء آراءهم ومقترحاتهم بخصوص ظاهرة الخمر في المغرب. ويضع المشرفون على هذه المجموعة رهن إشارة الزوار ألبوم صور يتضمن رسوما كاريكاتورية معبرة و شعارات المتاجر الكبرى في المغرب التي تبيع المشروبات الكحولية. وحسب السيد حمزةإدام ، المشرف علىالمجموعة، فإن أهداف هذه المجموعة تتمثل في فتح نقاش جاد حول ظاهرة الخمر في المغرب و التعبير عن مختلف المواقف تجاهها،هذا بالإضافة إلى الإستعانة بكل السبل المشروعة من أجل الحد من استفحال هذه الآفة وتغيير الوضع. كلنا أحمد الريسوني أثناء تصفحي للمجموعات والمواقع الصديقة لمجموعة "لا للخمر في المغرب"، صادفت مجموعة أخرى على الفايس بوك تسير في سياق محاربة الخمر وتحمل عنوان "كلنا أحمد الريسوني". وتسعى هذه المجموعة، التي فاق عدد المنخرطين فيها لحد الساعة300 منخرط، إلى مناصرة الشيخ العلامة المغربي الدكتور أحمد الريسوني الذي قال في إطار إجابته على أحد الأسئلة أن التسوق من المحلات التجارية التي تبيع الخمور غير جائز وذلك لسببين أساسيين: السبب الأول: أن في ذلك عونا ودعما وتشجيعا ماديا ومعنويا لتجارة الخمر والقائمين بها. والله تعالى يقول (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب) سورة المائدة : 2 السبب الثاني: هو أن اعتياد التردد على أماكن بيع الخمر، ومشاهدتها معروضة على عموم المسلمين، بل ومشاهدة مسلمين يبيعونها ويقبضون ثمنها، وآخرين يشترونها ويمضون لشربها، من غير إنكار ولا نصح ولا اعتراض ولا تعليق، يجعل كل هذه المشاهد والأفعال وضعا طبيعيا وتطبيعيا لهذه الفاحشة الوبائية الخبيثة. ولاشك أن مجموعة كلنا أحمد الريسوني أُنشأت بغرض الوقوف إلى جانب رجل الدين المغربي في وجه الضجة الإعلامية والنقد الواسع الذي قوبلت به إجابته أو فتواه كما وصفتها بعض الجهات. مجرد تساؤلات لعلنجاح حملات سابقة علىموقع الفايسبوك مثل تلك التي قادتهابعض المجموعات لإقناع الرأي العام خلال العدوان الإسرائيلي على غزةبمقاطعة مطاعم الماكدونالدز في مختلف البلدانالعربية هو خير دليل على أن هذا الموقع تحول إلى قناة إعلامية مهمة لا يمكن في أي حال من الأحوال الإستهانة بها. فهل سينجح يا ترى المشرفون على مجموعتي "لا للخمر في المغرب "و "كلنا أحمد الريسوني" في استقطاب شريحة واسعة من الرأي العام ؟ أم ستَحول في النهاية الغلبة إلى تجار الخمر في المغرب من خلالإقناعهم لإدارة الفايسبوك بإلغاء هذا النوع من المجموعات؟