قبل ايام فقط،كانت الشعوب الحرة والنبيلة مهما تعددت أجناسها،أديانها،لغاتها..أعراقها..تخرج هادرة ثائرة،محتجة على الأساليب العدوانية والهمجية والبربرية التي اقترفتها وتقترفها الآلة العسكرة الصهيونية والأمريكية وحلفائها،من بطش وقتل وسفك بالأطفال والضبايا والعجزة والمدنيين بصفة عامة،والذين تحميهم كل الأعراف والقوانين الدولية وتمنع عن العسكريين التعرض لهم، ماداموا عزلا وليوا عسكريين،لكن في المغرب،القوانين الوطنية كما القوانين الدولية،يداس عليها بالأقدام و ينككل بها أمام العالم،والسبب ببساطة فظيعة،هو هذا الميل المافيوزي لنظام حكم ملكي فاشي،بني أساسا على القتل والسفك والمعارك والتنكيل بالمعارضين،فهذا النظام ترعرع ونشأ على أساس هذه-المُثل-الساقطة،فتاريخ هذه الدولة وسابقها الإجرامية كفيل بإعطاء نظرة شاملة على العقلية التدبيرية التي تدبر بها شؤون المغاربة،فحينما يقتل الأخ أخيه من أجل السيطرة على الإمارات والممالك،ماذا تنتظر منهم حينما يتعلق الأمر بالمواطنين العزل أو-الرعارع-كما يسموننا أصحاب الجلالة وأصحاب السعادة و-الأسر العريقة-كما سماها أحد المعتقلين السياسيين حاليا في ملف مطبوخ بغباء قل نطيره،أما اليوم فالشعوب الحرة من الممكن أن تخرج ثائرة على القوات العمومية المغربية المحسوبة على-الجيش المغربي-مادام الدرك الملكي ينتمي إداريا للقوات المسلحة،ومادام الحاجز الأمني الذي سقط فيه شهيد-العزة والكرامة-الناجم الكارح..يتكون من عناصر الدرك والجيش والقوات المساعدة،فعملية قتل الطفل الناجم الكارح،هي من أسوا عمليات القتل التي ارتكبت في عشرية التفاهة المسماة-عهد جديد-والمسؤولية الكاملة يتحملها مباشرة-الحاكم الأوحد-بصفته القائد الأعلى للأركان العامة للحرب،الذي هو ببساطة،ملك البلاد...نعم..على ملك المغرب أن يخرج عن صمته المطبق،مادامت المنطقة التي ارتكبت فيها الجريمة النكراء،هي منطقة متنازع بشأنها كما هو مذبج في وثائق الأممالمتحدة التي تتغنى الدولة باحترام قراراتها ،وأيضا مادام دستوريا يترأس الجيش والقوات المسلحة،عليه أن يعطي تفسيرا لما وقع،وأن يزور عائلة الشهيد ويعتذر لها عن هذه الجريمة التي لطخت صورة نظام حكم أكثر مما هو ملطح،عليه أن يعطي الإشارات الواضحة لكي يتمتع القضاء باستقلاليته الكاملة حتى يسائل الجناة والقتلة بكل الصرامة الواجبة قانونا،فهل هذا النظام ينقصه فقط تلويث يديه بدماء أبناء الشعب؟؟ ألم يغص فيها حتى الأذنين سواء في العهد المسمى-عهدا قديما-أو في -عهد النماء والخير الزاهر-هذا-عهد القتل والتنكيل بالأبرياء..بعض القراء وخصوصا منهم رجال الشرطة والجيش سيحاولون إعطاء تفسير غير الذي أعطيه في هذه السطور..والبعض الآخر سيعتقد أنني لست -وطنيا-بما فيه الكفاية،كما تقول-كاسيطة الوطنية-التي يأسمعها الحاكم الراحل رحمة الله عليه للمغاربة عنوة،لكن التفسير الذي سأعطيه هنا والآن،سيميط الغشاوة عن عديدين بخصوص نظرتي الغاضبة من جيش يريد مني أن أوجه له التحية لأنه قتل طفلا بريئا بدم بارد...لا..وألف لا..أنا مغربي أبا عن جد،ووطني أكثر وطنية ممن يتربعون على صدورنا وأنفاسنا،وغيور على تراب وطني الذي أنا مستعد لأن أتخلص من قلمي ككاتب صحفي وأعوضه بالسلاح الرشاش وأذهب إلى ساحات الوغي لكي أحارب دفاعا عنه بل والموت من أجله،وهذا هو واجب الجيوش في كل الدنيا،الدفاع عن حدودها وأراضي شعبها وسلامة وخيرات شعوبها،لكن أن تتحول هذه الجيوش إلى عصابات ومجرمين،فأنا أبريء نفسي من هكذا-وطنية-وأشعر بالعار من -زي نظامي-وأيادي آثمة تلطخت بدم طفل مغربي،ذنبه الوحيد أنه أراد التدرب على الغضب من المخزن والثورة عليه في المكان الخطأ،وهو لازال بعد في 14 من عمره،والمسألة هنا ليست مسألة وطنية وغيرة على الوطن كما تروج الآلة الدعائية المغربية في وجه منتقدي هذه الجريمة الدولتية،فالدولة المغربية اليوم،تحارب بترهاتها تلك طواحين الهواء،فلست الوحيد الذي قال-كفى-..اللهم إن هذا منكر..بل فقط..إنتظروا..سيقولها ورائي العالم أجمع،وأنا متأكد من ذلك،مادامت كل أدلة الإدانة موجودة أمام مرأى من العالم،الوطنية الضيقة يجب ألا تدفعنا لأن نصبح ناطقين رسميين أو أبواق رديئة للقتلة والدولة السفاحة،بل علينا كمواطنين،أن ندرب أنفسنا متى نكون وطنين ومتى نكون أمميين وإنسانيين،حتى نسحب البساط من تحت -الأحذية العسكرية-لمجرمي الدولة وعصاباتها النظامية،سأكون وطنيا حينما تهاجم دولة ما وعسكريا،تراب بلدي ومواطني بلدي،وسأكون وطنيا حينما يتهدد بلدي أي خطر خارجي ييمس بأمنه ومواطنيه...لكن لن أكون وطنيا حينما ترتكب قوات بلدي جريمة في حق طفل أعزل..لن أكون وطنيا حينما أعاين وأسمع بمن يلقنوننا الدروس يوميا في -الوطنية-ينهبون خيرات وثروات هذا الوطن على مرأى ومسمع من الشعب المكتوف الأيدي والمحاصر عسكريا وإيديولوجيا،تتساءلون عماذا سأكون حينها؟؟ سأكون أمميا..إنسانيا..سأكون محايدا..حتى أرى العدل والحقيقة ساطعة أمامي ودون أي تدخل أو تزييف من-رداء-الوطنية المزيفة التي يخاول المخزن إلباسنا إياها عنوة في أوقات غير أوقاتها،ثم ما علاقة قتل السلطة لطفل بالوطنية أيها المخزن الجبان؟؟ وهل أصبح قتل الأطفال عندكم من شروط الحصول على -صفة وطني-أيها النظام المغفل؟؟ ثم ما علاقة بريطانيا و إسبانيا وغيرهما ممن يخالفونكم الرأي الذين سرعان ما تصفونه بأنه يخدم أجندة الأعداء بما فيها الجزائر؟؟ ومن يخدم فعلا أجندة من تسمونهم أعداء؟؟ ثم من قتل الطفل الناجم الكارح؟؟ أليست السلطة المغربية ،والدولة المغربية هي التي يجب أن تصنف اليوم كعدوة للشعب وخادمة وفية وبيدق في أيادي إسبانياوالجزائر وغيرهما؟؟ ثم وهذا هو لب الموضوع،وبما أنني أميل إلى جنس التحقيق الصحفي وبما أنني طالعت العديد من كتب السير الذالتية لضباط مكافحة الجاسوسية،فإنني أصبحت على قناعة تامة من أن جريمة قتل الطفل الناجم،هي جريمة مدبرة عن سبق إصرار وترصد لخدمة أهداف إما هنا وإما في الجزائر،اليست هذه الجريمة هي جريمة سياسية وجريمة دبرت بليل؟؟..طيب...على الدولة وأبواقها أن يتواضعوا فقط ويجيبوا على هذه الأسئلة...كيف تواجد طفل في 14 من العمر في سيارة ذات الدفع الرباعي وع أشخاص أكبر منه سنا؟؟ لمن تعود ملكية السيارتين اللتين اخترقتا الحاجز الأمني كما زعمت السلطة؟؟وهل مالكوها الأصليين هم من كانوا يسوقانهما أم أن السيارتين مسروقتين أو مستعارتين؟؟من دفع هؤلاء الشباب كما زعمت هذه السلطة إلى مهاجمة الحاجز الأمني وهم كانوا كما زعمت-يريدون إحرقا المخيم؟ظ أليس في الأمر تناقض صارخ،؟؟ وهل فعلا كان هؤلاء الشباب يريدون إحراق المخيم،أما كانوا يعدون العدة للإحتجاج من داخل المخيم على السلطات المغربية؟؟ألا تعرف السلطات أن هناك استقبال رسمي لمبعوث الأممالمتحدة في غضون أسبوع على الأكثر،وأن هناك مفاوضات بين المغرب والبوليساريو فس نفس الأسبوع أيضا؟ هل كل هذا حدث صدفة يا مخابرات آخر زمن؟؟ بالإجابة على هذه الأسئلة،سنصل إلى حقيقتين صادمتين لا ثالثة لهما،إما أن جبهة البوليساريو نجحت في اختراق الجيش وبالتالي جندت لصالحها عملاء داخل الكتيبة التي كانت مشكلة من الحاجز الأمني،وهي من دبرت هذه القضية للإفشال مفاضوات نونبر المقبل،وهذه مصيبة عظمى تلام عليها الدولة المغربية،وإما أن هذه الدولة المغربية كانت على علم بتفاصيل هذه القضية وتهورت في قتل الطفل بل واقتنصته من دون مرافقيه حتى تمرر رسائل لمن يهمهم الأمر-مخابراتيا-داخل مخيم العزة والكرامة المرشح لمزيد من الغليان ،وأيضا لآخرين خارج المخيم،وهذه جريمة سياسية بكل المقاييس،يتحمل عواقبها النظام ومن يجري في مصائبه،وفي الأخير أطلب من القراء الكرام قراءة الفاتحة على الروح الطاهرة للملاك والشهيد-الناجم الكارح-الروح الزكية التي وظفها الأنذال في السياسة المقيتة،وأزهقوها كروح ذبابةنوستكشف لهم الأيام أي منقلب ينقلبون.ورحمك الله يا شهيد العزة والكرامة.. ملحوظة:إلى كل القراء الكرام..حينما قلت ،أنني فخور بسابقتي القضائية بخصوص السكر العلني وإهانة موظف..لم أقصد التفاخر بالسكر، بل قصدت العراك مع الشرطي المذكور،وهو بالضبط ما شرحه الأخ تاشلحتمشكورا،أما بالنسبة للخمر،فهو بالإضافة إلى أنه شأن فردي وشخصي،فإنني ولله الحمد،تخلصت منه منذ سنة 2007،فاليوم لا أذخن ولا أتناول أي مسكر بعون الله وحمده،-غي العلف والسبور-أما الملحوظة الثانية،فهي أنني أتوجه لكل من يعيد نشر مقالاتي في جريدته خصوصا الجرائد الورقية،أن يتمسك بأخلاقيات المهنة، ويعمل على نشر إسم صاحب المقال وصورته، وألا يضع صورته هو وإسمه وينسب المقال إلى نفسه دون حياء،كما فعل أحد الأشخاص في أيت ملول،فأنا لا أطلب مقابلا ماديا،إنني أكتب بدون مقابل ولا أطلب غير فسحة حرية وبعض الإحترام،وأهيب بكل القراء الكرام ،أن كل من صادف مقالا من إحدى مقالاتي منشورا تحت إسم أو صورة غير صورة صاحبه،أن يبلغوني عبر بريدي الشخصي ،أو على ركن التعليقات.. بإسم صاحب الجريمة ومسرح الجريمة-يعني أسم الجريدة-حتى نعمم الشوهة عن لصوص المقالات والمفلسي صحفيا. [email protected]