إن الدولة المركزية اليوم في المغرب لها استحكام في عظام الناس ولحومها وتشد إليها الشعب شدا غير مسبوق حتى أن الشعب لا يستطيع التعبير بحرية بله المطالبة المنظمة والممنهجة بحقوقه المشروعة..وإذا كان التاريخ ينبئنا بمعارضات شعبية للدولة المركزية من خلال عمل القبائل - السياسي والمسلح - فإن الظرفية الحداثية منحت الدولة كل شيء وأعزلت الشعب وحرمته من كل شيء..إنها "سياسة" الدولة التي لابد من "أنتي-سياسة" تقف بمجابهتها حماية للخصوصية وللهوية،وليس معنى ذلك الصدام فللدولة مجال عملها الذي لايحق لأحد اقتحامه لأن التحركات فيه تنصب في صالح الجميع، ولكن معناه هو إيقاف أي محاولة لإفراز النموذج البشري التائه الذي لا يوالي إلا الدولة وتخضعه باستتباع واحتكار كل ما يمكن أن يواليه من قبل من دين وثقافة وهوية وتاريخ أي لابد من الوقوف ضد عملية التنميط الثقافي والهوياتي الذي تمارسه الدولة والعولمة من وراءها،فلا الأمازيغي يقبل أن يكون عربيا يقتات من ذاكرته ولا العكس.. إن ثمة حقيقة في المغرب وهي أن الأمازيغ يعانون أكثر من غيرهم من الهشاشة والفقر والمرض،حتى أن بعض القرى والدواوير الأمازيغية لا تزال ترزح تحت وطأة الظلام والبرد القاسي والفقر المذقع رغم الخيرات والثروات ! وللأسف لا تزال النخب الأمازيغية بعيدة كل البعد عن الهموم اليومية للإنسان الأمازيغي وقد حان الأوان أن تلتفت لها ولن يكون ذلك إلا بتسييس الحركة الأمازيغية والنضال من أجل توقيع المطالب الأمازيغية المشروعة سياسيا وثقافيا واجتماعيا ، وهذا التسييس ينبغي أن يعبر عن الأمازيغ وألا يخضع لأجندة امبريالية وألاتكون النخب الأمازيغية ذاتية بل أمازيغية أصيلة. إن الأطونوميا أو الحكم الذاتي لهو المنفذ والمخرج واللبنة الأولى لبناء صرح المجتمع الأمازيغي المزدهر والمتقدم ولا تعبر الجهوية الآن عن الحكم الذاتي إذ هي إدارية صرفة وننتظر مبدأ الجهوية الموسعة لعله سيحل الكثير من المشكلات ! لقد آن الأوان أن تنفض الحركة الأمازيغية عنها غبار التقوقع في مجال العمل الثقافي وتشارك في مجال العمل السياسي وتعبئ الجماهير من أجل الدفاع عن رهانات المرحلة، وقطع احتكار الدولة للدين وللثقافة والهوية ! فلا بد إذن أن تصبح الحركة الأمازيغية حركة سوسيو- بوليتيكية أيضا فضلا عن كونها سوسيو-ثقافية. لا تزال الألسنة تلوك مفهوم الديموقراطية في المغرب في مرحلة لا نزال نقبع فيها تحت مطرقة "التوتاليتارية" في تسييير شؤون البلاد وتقويض الحريات وهضم الحقوق ، فإذن لا نزال أمام تحدي إيقاظ الديموقراطية من غيبوبتها القسرية ! [email protected] mailto:[email protected] http://elmeskaouy.maktoobblog.com http://elmeskaouy.maktoobblog.com