خصصت أسبوعية الوطن الآن المغربية ملفا عن الهاكرز المغاربة، و نشرت ضمنه حوارا مختصرا مع المدون نعيد نشره هنا لتعميم الفائدة. سعيد بن جبلي، رئيس جمعية المدونين المغاربة: ضعف الأنظمة المعلوماتية للمواقع العمومية يفتح شهية الهاكرز * ازدادت مخاوف العديد من المراقبين بخصوص تنامي عمليات الإختراق التي ينفذها الهاكرز المغاربة، والتي لم تعد تقتصر على استهداف المواقع الإسرائيلية والأمريكية، إذ أصبحت تطال أيضا مواقع المؤسسات العمومية. ماهي قراءتك لهذا التحول؟ وما حجم التحديات التي تطرحها على الأمن المعلوماتي بالمغرب؟ ** تنامي حجم أنشطة القرصنة في المغرب راجع إلى ضعف الوعي الرقمي وثقافة الاستخدام المفيد للانترنت وللتقنيات الحديثة للإعلام والتواصل عموما، كما أنه يتغذى على الفراغ القانوني وتخلي الدولة عن دورها المفترض في ترشيد استعمال التقنية وإهمال التربية والتنمية الرقمية والتكنولوجية، ناهيك عن رداءة البرامج والمشاريع المعلوماتية والقصور الملحوظ في أداء مواقع الانترنت الخاصة بالمؤسسات العمومية. وبالتالي، فإن ضعف الأنظمة المعلوماتية لمواقع المؤسسات العمومية يفتح شهية القراصنة ويحفزهم على إظهار مهاراتهم في الاختراق والتخريب، وهو ما يشكل تحديا أمنيا وتقنيا للسلطات الأمنية والقضائية. * يسجل المتتبعون تنامي استهداف المواقع الجزائرية وكذا مواقع الإنفصاليين. هل يمكن القول إننا دخلنا مرحلة الحرب الإعلامية مع الجزائر؟ وماهي الجهات التي تقف وراء هذه الإختراقات؟ **اختراق المواقع لا يندرج ضمن أعمال الدعاية أو البروباغاندا التي تسمى مجازا بالحرب الإعلامية، بل يندرج ضمن الأعمال التخريبية التي تعتبر شكلا من أشكال الحروب الحقيقية،التي تجرمها جميع القوانين، وحتى إذا أثارت تلك الأعمال إعجاب بعض المواطنين الذين يعتبرونها إنجازات بطولية، فإن الجهات الرسمية والقانونية تدرجها ضمن الأعمال الإجرامية وتعاقب عليها، وهذا ما حصل بالفعل لقراصنة تورطوا في تدمير مواقع إسرائلية أو انفصالية، وهو ما سيطال مدمري المواقع المصرية والكويتية إذا ما سقطوا في أيدي الشرطة، تماما مثل مدمري مواقع المؤسسات المغربية. * هل يمكن القول إن «حزب الهاكرز المغاربة» تحكمه أجندة سياسية لتنظيمات معينة، خاصة أن هجمات الهاكرز يحكمها الطابع الإيديولوجي الديني بقوة (استهداف موقع ملهى مكة، استهداف الموا قع المصرية والكويتية بسبب بث مسلسل العار ومسلسل بوقتادة وبونبيل بما يحملانه من إساءة للمرأة المغربية)؟ ** إذا كانت الأعمال التخريبية ضد مواقع الدول المعادية مثل إسرائيل تظل موضع جدل بين من يعتبرها مقاومة رقمية ضد عدو محتل غاصب ومن يعتبرها إرهابا رقميا حسب موقع كل من الفريقين من الخريطة السياسية، فإن الأمر لا ينطبق على تدمير مواقع دول وشعوب صديقة بسبب حادث بسيط يحتمل عدة تأويلات، والذي قد يؤدي إلى تأجيج الاستقطاب الطائفي والممارسات غير المسؤولة التي غالبا ما تكون نهايتها مأساوية على الجميع، ومن يقدم على هذه الأعمال هم في أغلبهم شباب تدفعهم الحمية الوطنية أو قناعاتهم الدينية أو حتى ميولاتهم السياسية. لكن على العموم يكون لأغلبهم رصيد من الحماسة أكثر من نصيبه من العقل والحكمة، شباب نشأ في بيئة غنية بالوسائل التقنية ولكنها تفتقر إلى روح التقنية وثقافة استعمالها للنفع العام.