أفاد مسؤول أمني جيد الإطلاع، ينتمي للشرطة العلمية بسلا رفض الكشف عن هويته، أن نتائج تشريح الجثة التي تم العثور عليها متحللة في ضيعة الغزواني (قبالة ديور المالية بسلا أحصين) هي لشاب من قرية أولاد موسى يدعى (م.سعد)، ويبلغ من العمر 21 سنة. وأكد المصدر الأمني أن أسباب الوفاة، وبناء على تقرير تشريح الجثة التي قامت به الشرطة العلمية أشار أن الوفاة لم تكن بفعل إجرامي، وإنما كانت وفاة طبيعية، حيث دلت نتائج التشريح أن المسالك الهوائية على مستوى رئة المتوفى كانت مسدودة، بأتربة دقيقة تكلست بفعل مواد لاصقة، وضحها التقرير بأنها مادة "السيليسيون". وأضاف أن ذلك هو ما يرجح فرضية مفادها أن الشاب أكثر من شم مادة "السيليسيون"، وبفرط تناولها فقد توازنه فلم يعد قادرا على التوجه نحو منزل والديه، فسقط حيث وجدت الجثة متحللة بضيعة الغزواني على مستوى البطن، ليستنشق الأتربة الدقيقة التي تكاثفت بالمادة اللاصقة ل"لسيليسيون"، فانسدت المسالك الهوائية لرئته، ففارق الحياة. وأشارت عدة مصادر للجريدة من حي سكنى الشاب، أن الأخير عرف بكثرة تناوله للمخدرات السائلة (سيليسيون، الدوليو...)، وأفاد صديق سعد الذي استنطقته الشرطة قبل ظهور نتائج التحقيق أن سعد لم يكن فردا مؤذيا ولم تكن له عداوة مع أحد، وأضاف أن عيب صديقه الوحيد كان هو تعاطيه لشم "السليسيون" وباقي المواد المخدرة. وحول الأسباب التي أخرت عملية العثور على الجثة التي كانت مطروحة في أرض عراء، وقريبة من أكبر تجمع سكاني، بل وعلى بعد أمتار قليلة من أهم شارع نحو سلاالجديدة، أكد مصدرنا أن الوضعية التي وجدت عليها الجثة، تجعل الجميع يعتقد أن صاحبها في حالة نوم، ولذلك طبيعي أن لا يتنبه أي أحد إلى الجثة، إلا بعد أن تحللت وانبعثت منها الروائح الكريهة. ومعلوم أن شرطة أحصين لسلا كانت قد عثرت ليلة الاثنين من الأسبوع الماضي على جثة متحللة في ظروف غامضة لشخص لم تحدد هويته إلا بعد التشريح بفعل تحللها، وهو ما أثار عدة تكهنات حول أسباب الوفاة، وذلك من قبيل أن صاحب الجثة من المفترض أن يكون قد أصيب بضربات قاتلة في مكان ما، وأن الجناة عمدوا إلى التخلص من الجثة بعد أن بدأت في التحلل. هذه التكهنات تعززت لكون عملية العثور على الجثة جاءت متأخرة، على الرغم من أنها كانت مطروحة في ضيعة مكشوفة، وبالقرب من ممر يستعمله المارة قصد التوجه نحو الجهة المقابلة ل "دوار العسكر"، وأنها كانت مطروحة فقط على بعد أمتار قليلة من أكبر ممر طرقي نحو سلاالجديدة. وتجدر الإشارة أن مقاطعة القرية احصين بسلا تضم كثافة سكانية كبيرة، غالبية سكانها من فئة الشباب، لكنها تفتقر إلى فضاءات لتأطير وتأهيل هذه الفئة، وهو ما يجعل عددا من الأطفال والشباب في الشارع عرضة لتعاطي مختلف أصناف المخدرات، وخاصة الرخيصة منها، التي تروج على أوسع نطاق في كل دكاكين القرية احصين، ك"السليسون والدوليو". [email protected] mailto:[email protected]