كتاب ديل كارنيجي " كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس" أو مبادئ التواصل الناجح تمتح كل المدارس التواصلية خاصة تلك المرتبطة بعالم العلاقات العامة والمهنية منها من خاصة من أفكار الكاتب الأمريكي ديل كارنيجيDaleCARNEIGEوبخاصة ما جاء في كتابه الرائع " كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس" ؛ فديل كارنيجي الذي كان في العشرينيات من القرن الماضي يؤطر دورات تكوينية لرجال الأعمال والتسيير وأطر الشركات وأصحاب المهن الحرة وكان يقتصر في دوراته على الفصاحة وفن التعبير الواضح البين وطرق امتلاك زمام القول في المناسبات العامة، انتهى إلى أن المشاركين في تلك الدورات بقدر تعطشهم لقواعد الحديث أمام الناس، بقدر ما كان ينقصهم "علم أكثر غني وثراء": وهو ما سماه "علم النفس التطبيقي"، أي»فن جعل العلاقات المهنية أو الشخصية ممتعة ومنسجمة وبناءة «. لقد انتهى إلى أن اعتبار الجانب النفسي للناس أمر ذو أهمية بالغة في هذا المجال فقام بإرساء مبادئ التواصل الإنساني الناجح من خلال اعتبار العنصر النفسي لا العنصر البلاغي واللغوي فقط. ولعل أهمية ما قدم الكاتب في هذا المجال هو ما جعل أهم المؤسسات المهتمة بالعلاقات الإنسانية المهنية تحمل في مختلف دول العالم تحمل اسم مؤسسات ديل كارنيجي. وسنعرض في هذا المقال لهذه المبادئ التي تروم التأثير في الناس وخلق الدوافع الحوافز التي تجعلهم يتفاعلون بإيجاب مع ما نريده منهم وهي مبادئ يقدمها في كتابة الأشهر "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس". من هذه المبادئ: 1- لا تنتقد الناس، لا تدن أعمالهم ولا تشتك ذلك أن الناس لا يحبون أن ينتقدوا مهما حسنت نية المتحدث؛ حاول أن تفهم دوافعهم بدل انتقادهم؛ كما أن كثرة الشكوى تزعجهم إذ هم بحاجة لمن يبهج عالمهم لا من يكدره. فمن كانت عادته النقد والذم والشكوى يتركه الناس بحكم طبيعة نفوسهم الميالة لما هو ممتع في الحياة. 2- كل للناس مديحا صادقا صريحا؛ ذلك أن الناس يحبون أن يروا ما كان ممدوحا في أعمالهم وصفاتهم؛ لكن المديح يجب أن يكون صادقا. أما المجاملة الكاذبة فأثرها في النفس عكس ذلك، فهي تعطي الإحساس بالسخرية من الشخص الممدوح فتغيب المتعة في الأمر وتغيب العلاقة الايجابية 3- أبد اهتماما حقيقيا بالناس؛ فالناس سيهتمون بك ما دمت تهتم بما يفعلون؛ فأعز ما يملكون ويعزون هي ذواتهم ومن يهتم بها يصير مهما بالنسبة إليهم ويصير ذا حظوة وأهمية. لكي تكون مهما يجب أن تكون مهتما. 1. باشر الناس بالابتسامة؛ أول ما يؤثر في الناس هو الوجه البشوش، والابتسامة تفتح أبوابا لم تكن لتفتح؛ فكما يترك الناس الشخص الكثير النقد والشكوى فهم يقبلون على الشخص البشوش والبسام, 1. تذكر أن اسم الشخص يمثل بالنسبة إليه أهمية عظيمة؛ عند التحدث إلى شخص لا بد من مناداته باسمه فهو أعز الأسماء إليه؛ فالناس يحبون أن يسمعوا ترديد أسمائهم على الأفواه. فثاني خطوة بعد الابتسام لمباشرة الناس بنجاح وترك أثر طيب لديهم هو مناداتهم بأسمائهم؛ 1. كن مستمعا جيدا وشجع الناس ليتحدثوا عن ذواتهم؛ الاستماع والإنصات للناس خير طريق لاكتساب الحظوة لديهم؛ فهم يحتاجون لمن يستمع إليهم يحكون عن أنفسهم. فلن تكون مهما للناس لو قمت بالتحدث عن نفسك بل بمشاركتهم الحديث عن ذواتهم. 1. دع الناس يتحدثون على راحتهم؛ الناس يحتاجون لمن يستمع إليهم ولا يقاطعهم؛ إن مقاطعة الناس أثناء الكلام مهما بلغتنا رسالتهم هي من بين عناصر التنفير. فهم يحتاجون لأن يطلقوا العنان لحديثهم بكل حرية أمام منصت مهتم، فيحبونه ويتعلقون به ويصير مهما وذا نفوذ عليهم. تلك بعض من مبادئ النجاح في التواصل الإنساني عموما وفي إزاحة العلاقات المتشنجة داخل مجال العمل؛ ومن خلالها يسهل تحفيز الناس لتنفيذ ما نريده منهم دون مضض لما كانت العلاقة ممتعة ومريحة له. نشير في الأخير أن بعد مقدمي البرامج والكتاب المتخصصين اليوم في طرائق النجاح والتأثير في الناس- كطارق السويدان على سبيل المثال- لا يقومون إلا بترديد المقولات التي عرضها ديل كارنيجي في كتابه " "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس" الذي يباع منذ عقود بملايين النسخ وبجميع لغات العالم.