الحب والكراهية في العلاقات الإنسانية يمثلان وجهين لعملة واحدة, جوهرها الإهتمام بالطرف الآخر, وبهدا المعنى فإن السعي نحو الصلح أو الدخول في صراعات سياسية يعبران في العلاقات الدولية عن الحقيقة نفسها, بمعنى أنهما يمثلان جانبين مختلفين من العملية التاريخية نفسهافي منطقة ما, وأخص بالدكر هنا العلاقة " المغربية الجزائرية" وماعرفته من صراعات تاريخية سياسية تخللته مراحل مظلمة مع الجار الشقيق " الجزائر" أثرت سلبا على مختلف قضايا المغرب العربي. أبرزها ( قضية الصحراء المغربية ). هده القضية التي خلقت إضطرابات سياسية إنسانية بين البلدين الشقيقين, وما أفرزته من غلق للحدود " الخلاف الحدودي" !!! هدا الأخير الدي جاء نتيجة عوامل تاريخية وجغرافية إيديولوجية ودولية تشكلت طيلت الأربعين سنة الماضية. حيث تميز هدا النزاع بمحدودية إستعمال الأدوات السياسية والعسكرية والإقتصادية التخريبية, واللجوء للأدوات الدعائية أو الديبلوماسية . نرجع لموضوع الحدود : نعم !! الحدود التي يمكن أن تكون أساسا للتعاون والتكامل والتوحيد تحولت إلى نزاع وصراع بين الطرفين مما زاد من تعميق التبعية التي أعطت مبررا للدول الأجنبية للتدخل في شؤوننا الداخلية, وأطالت عمر المصالح الأجنبية في شمال وعموم القارة الإفريقية, التي تعتبر (المغرب) موقعا إستراتيجيا وسوقا بإمتياز, وتعتبر(الجزائر) خزانا نفطيا . وهو مايفسر بجلاء التعاطي الدولي اللاحاسم مع " القضية الصحراوية " وإعاقة الجهود المغربية لتسوية أزمة "الصحراء المغربية " عن طريق إفشال مقترح " الحكم الداتي " كرباط هادف يمنح سكان الصحراء المغربية حكما داتيا موسعا تحت السيادة المغربية. مما يفسر سبب تعميق الإرتهان كحل تضمن من خلاله إسبانيا عدم تحرك المغرب للمطالبة بتحرير سبته ومليلية والجزر المحتلة, وتوفير التغطية للتدخل الأجنبي في المنطقة, ومن جهة ثانية إشغال المغرب عن المطالبة" بالصحراء الشرقية " خاصة بعد إكتشاف مناجم الحديد في منطقة "تندوف" والدي طرح صعوبة نقله إلا إدا تم نقله عبر طريق الصحراء في إتجاه المحيط الأطلسي, أي عبر المرور على المغرب . إنها لعبة السياسة والمصالح على حساب محبتنا " للإنسان " في الطرف الآخر, فهل آن الأوان لمد جسور التواصل كمجتمع مدني والكف عن التخبط الإعلامي الموجه نحو إثارة الأحقاد والتعصب؟؟ فاستفيقوا رجاء لأن كرامة الإنسان" الجزائري" من كرامة الإنسان" المغربي" والتونسي والليبي والموريتاني . تعالوا نبنيه هدا مغربنا العربي الكبير . مغربية مقيمة في إسبانيا