في مجتمعاتناالعربيه ومع الاسف تتفشى ظاهرة غريبه وبشكل ملحوظتكاد تفتك بنا الا وهي ظاهرة النفاق فنجدمجتمعاتنا العربية مليئه بكثير من ظواهر التخلف التي لم تجد منا أي اهتمام وبحث جدي ، بل لم تلاحظ لتعالج بشكل فكري دقيقمما يؤخر منتطور المجتمع ...وبالنظر إلى هذا المرض الاجتماعي الخطير والذييفتك بقيم المجتمع ومبادئه وحضاراته ، ويضعف من إنتاجياته ، ويربك معايير الكفاءة، ويدمر موضوعية الاستقطاب والاختيار... وخاصة في هذه المرحلة الدقيقهالتي نمر بها في مجتمعاتنا العربيه في معظم المجالات، فنحن لم نعد نمتلك الوقت حتى نتورط في المزيد من الكذب أو السطحية الفارغه ... فالأمراض التي تفتك بنا، وتحد من امكانياتنا على وضع مجتمعاتنا في ابواب النهضة تحتاج للكثير من المصداقية والتعمق فأبعاد هذا النفاقوآثاره علينا ستدمر ما بقي من اخلاقيات للمجتمع !!!!!!!!!!!!! فنحن اصبحنا نبيع ما لا نملك من المشاعرالمختلفه بشتى الالوان لنضرب بها عرض الحائط جميع القيم الانسانيه النبيله كما أصبحنا نجيد إنفاق السلع الرديئة بالولاء الكاذب والتهنئة المزيفة والقبح المجمل ...لنكفر بالجوهر ونؤمن فقطبالمظهر... نحارب الصدق ونرتبطبالكذب ... أن قدرتنا على التشخيص الثقافي اصبحتهشه بل ضعيفه جدا وهذا بعد فشلنا في صنع العلاج أوحتى الوصول للوقاية... فأصبحت اليومصناعة متكاملة ، بمعناها الاقتصادي والمهني والثقافي.. وهي الان صناعة متنامية ومنتشره . ونجد الان النفاق الاجتماعي الخطير بالدعايات الكبيرهالتي تنشر في الصحف والمجلات او على مواقع الانترنتللتهنئة أو الترحيب أو الشكرللشخصيات البارزهفي صفحة كاملة أو نصف صفحة أو ربع صفحة .... كما نجده في مظاهر البذخ في احتفالاتنا ومناسباتنا المختلفة والتي تعج بتكاليف ضخمه لتنتشر بالمجتمع بين جهالهم ومثقفيهم . فما هي الطريقة الناجعة في اجتثاث هذه الكارثهالاخلاقية الاجتماعية من مجتمعاتنا والتي هبطت بنا الى مستوى في الدرك الاسفل من الامم الحاضرة فنحن نعيش الآن أسوأ العصور في التاريخ العربي. فنحن الان ومع الاسف في كل أنحاء العالم بلا إستثناء نعاني من التخلف الحضاري . فانتشرت هذه الظاهرة بحيث اصبحت ملاحظة ولتنعكس على المجتمع بحيث اصبحت احدى سماته الاساسية فالصدق اصبح عملة نادرة وكل من يتبع الصدق في تعامله وعمله وافكاره ومبادئه اصبح يشذ عن القاعدة السائدة ويحارب من الجميع --نفاق في العلاقات في التعاملات ...في العمل...في التصرفات..في الاخلاق -- نفاق انساني حتى في الحب ....في الصداقة.. وعلى ارض الواقع هو كذب بكذب والغايه اصبحت تبرر الوسيله نفاق فوق كل حدود المجاملة واصبح طبيعيا ومقبولا جدا ومطلوبا فنشاهدالناس تصلي في المساجد وفي الصفوف الاماميه ولكن على ارض الواقع نجد المعامله تختلف تماما عن ما تم تأديته من عبادات ..ظلم وفساد --المهمالنتيجة هي بقاء الصورة كصورة انسانيهنقيه ونظيفه ومشرقهامام المجتمع . الصدق مرفوض ومن يتعامل بهذه العملة النادرة اصبح خارج نطاق هذا المجتمع المزيف.. من يتبع الصدق ..يتعب في حياته..في عمله..وفي علاقاته ولكن السؤال الى اين سنصل وإلى متى ؟!