تحولت جلسة النقاش التي خصصت لاستعراض مواد التقرير السنوي الذي تعده مجلة "ّوجهة نظر" حول الشأن المغربي، في القطاع السياسي والاقتصادي والدبلوماسي والثقافي..، إلى ما يشبه محاكمة علمية لما جاء به التقرير من كثرة الانتقادات التي وجهت إليه. ونظمت الندوة الجريدة الأولى، ومركز طارق بن زياد، الذي احتضن مقره الحدث زوال السبت 13 مارس الجاري زوالا بالرباط، إضافة إلى حضور مدير مجلة "وجهة نظر" ومعدي التقرير الذين حظوا بمداخلة من بضع دقائق من أجل استعراض المنهجية التي اعتمدوها في التحرير والتوقف عند أهم خلاصات أداء القطاعات التي اشتغلوا عليها. وآخذ الحضور المشارك في الندوة، وأغلبه من الحقل الأكاديمي، سقوط معدي التقرير في التناقض والاختزال والتكرار، وتم الاستشهاد هنا بطبيعة تناول أداء حزب العدالة والتنمية في التقرير الخاص بالحركات الإسلامية، وأيضا طبيعة تناول أداء حزب الأصالة والمعاصرة، حتى أن أحد المتدخلين اعتبر ميزة هذا الأخير تكمن بالدرجة الأولى في إصلاح أعطاب أداء الأحزاب الاشتراكية التي تتحمل، من وجهة نظره، مسؤولية كبيرة في تردي الأداء السياسي المغربي خلال العقد الأخير، وهو التقييم الذي غاب في ثنايا تقرير وجهة نظر. كما آخذ المتدخلون على بعض معدي التقرير تمرير قراءات انطباعات وذاتية وتصفية حسابات إيديولوجية، مقابل عدم الانتصار للمقاربات العلمية التي تعرف عن التقارير الاستراتيجية، وقد تم الاستشهاد هنا على الخصوص، بعنوان افتتاحية التقرير والذي جاء في شكل "تحذير" من خلال اللجوء إلى عبارة "لقد أعذر من أنذر"، كما لو أن معدي التقرير يوزعون صكوك الغفران والرحمة" بتعبير أحد المتدخلين. ومن أهم المؤاخذات التي سقط فيها معدو التقرير، كونهم أغفلوا تخصيص تقرير حول الحالة الدينية خلال العام الماضي، بحيث جاء جديد هذه الحالة بشكل مجتزئ في التقرير الثقافي والتقرير الخاص بالحركات الإسلامية. جدير بالذكر، أن تقرير "حالة المغرب 2009 2010"، تطرق للمحاور التالية، الأداء الملكي، الحكومة، البرلمان، الأحزاب السياسية، الإسلاميون، حقوق الإنسان، الاقتصاد، الوضع الاجتماعي، الثقافة، الرياضة والدبلوماسية، وقد ساهم في إعداده كل من عبد اللطيف حسني، محمد الهاشمي، محمد مونشيح، منتصر حمادة، إدريس هاني، هند عروب، منتصر السويني، عبد الرحيم العطري، فريد لمريني، منصف اليازغي وجعفر بنموسى.