أبى مجموعة من رؤساء وأعضاء الجماعات باقليمالفحص أنجرة ،وعددهم 12فردا ،إلا أن يصنعوا حدثا غير مسبوق بطنجة نهاية الأسبوع المنصرم،من خلال إعلانهم عن خطوة شدت اليها أنظار المتتبعين للشأن المحلي ،بإعلانهم الالتحاق الجماعي بحزب الجرار أو "التراكتور" كما هو متداول ،ضاربين عرض الحائط صوت الناخب الذي منحهم إياه على خلفية انتمائهم الى حزب معين-حزب التجمع الوطني للأحرار-تاركين هذا الأخير يجر خيبته وينذب حظه العاثر،ليؤكدوا بفعلتهم هاته أن" سوق الرحل"لن يتوقف وسيتعزز وينشط أكثر مع اقتراب موعد استحقاقات 2012. تأتي هذه الهجرة الجماعية لتؤكد أن الخطة الرئيسية لحزب الأصالة والمعاصرة تقوم على استقطاب الأعيان و"تجارالانتخابات"الذين لاتعنيهم لا الألوان ولا الرموز ،ولا تهمهم برامج الأحزاب بقدر ما يهمهم الوصول الى المناصب ،أوعلى الأقل الاقتراب من أصحاب ذوي النفوذ وبأي طريقة،فالأسماء الموقعةعلى بيان الالتحاق نجد معظمها سبق لها أن مارست هذه "السنة الحميدة"،فرئيس المجلس الاقليمي للفحص أنجرة على سبيل المثال لا الحصربدأ مع صاحب الميزان ثم انتقل في مرحلة سابقة الى رمز الحمامة،ليحط رحاله اليوم على ظهر "التراكتور"ولا ندري غدا ماهي وجهته. المبررات التي قدمها هؤلاء القوم تجعل الرأي العام المحلي يتساءل عن جديتها ومصداقيتها وتدعوا في نفس الوقت الى الكثير من الاستغراب ،حيث دبجوا في بيانهم الذي أصدروه بالمناسبة أنهم اقتنعوا بالمشروع المجتمعي الذي يحمله حزب "التراكتور" "خاصة فيما يتعلق بمشروعه التنموي الخاص بالجهة ،والذي يتوافق مع طموحات ساكنة اقليمالفحص أنجرة"ويضيف البيان"وبعد توحد رؤانا حول ضرورة تحقيق مشروع تنموي يستجيب لطموحات ساكنة الاقليم ،ويخدم ارادة كل الفعاليات الاقتصادية والجمعوية بهذا الاقليم الفتي ،الذي يشهد انجاز أوراش كبرى وتحتاج الى ارادة سياسية حقيقية يجسدها قناعات المشروع السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة ،وبعد نقاش مستفيض تميز بالصراحة والوضوح حول برنامج الحزب ومشاريعه ،قررنا نحن رؤساء وأعضاء مجالس الجماعات باقليم فحص أنجرة الالتحاق..بحزب الأصالة والمعاصرة". فبالله عليكم عن أي ارادة تتحدثون ومجلس مدينة طنجة الذي يقوده حزب الأصالة والمعاصرة يعيش أحلك أيامه وغارق في أزمة لا يبدوا أنه سيخرج منها بسهولة ،وأي فاعلية تقصدون ومصالح المواطنين معطلة ،وعمدة المدينة غائب في كل مرة وكأنه غير معني بما يجري ،ليقدم بذالك حزبكم الجديد أسوأنموذج للتسيير المحلي بطنجة . ومن المعلوم أن هذه الظاهرة قد اشتدت أكثر عقب تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة حيث التحق العديد من البرلمانيين بهذا الحزب الذي يوصف من قبل الفاعلين السياسيين ومجموعة من المتتبعين بأنه حزب "الادارة"،ويرى البعض أن ظاهرة" الترحيل السياسي"تعد أحد أسباب عزوف المواطن عن العمليات الانتخابية. وفي الوقت الذي وجدت فيه العديد من الدول حلول عملية لهذه الظاهرة "المستفزة"كجنوب افريقيا مثلا ،فان بلدنا المغرب لا زال لم يحسم بعد في هذا الموضوع خصوصا بعدانطلاق المشرع السياسي لفؤاد علي الهمة الذي أصبح في وقت وجيز القوة الأولى في البلاد بفضل استعماله لامكانات الدولة من جهة ،واستغلال قربه من الملك من جهة ثانية . وكانت الساحة السياسية الوطنية قد عرفت نقاشا كبيرا بسبب محاولة الحكومة محاصرة هذه الظاهرة عبر المادة الخامسة من قانون الأحزاب المغربي ،الا أن رد فعل الأصالة والمعاصرة كان قويا ،وفاجأ الجميع لدرجة أن هدد وقتئد بتقديم استقالة جماعية لنوابه من البرلمان ،حيث كان يرى هذا الحزب" الاداري" أن المادة الخامسة السالفة ذكرها تتحدث عن الانتخابات البرلمانية وليس عن الانتخابات المحلية. إن ما وقع نهاية الأسبوع الماضي ماهو إلا بداية انطلاق الارهاصات الأولى لما سيكون عليه الوضع بعروس الشمال،خلال المرحلة المقبلة،وبالتأكيد فان ظاهرة "الترحال السياسي"أو "المرشحون الرحل" ستنتعش أكثر خلال الشهور القادمة ايذانا بانطلاق الاستعدادات لمحطة 2012،التي من المنتظر أن تعرف سيطرة حزب فؤاد علي الهمة على المؤسسات المنتخبة.