القدس ينادينا.. الأقصى يستغيث.. هل من مجيب لدعوة المظلومين؟ هل نسي التاريخ.. إسراء ومعراج.. سيد الخلق وسيد المرسلين. هل نسي التاريخ.. صولات وجولات.. معركة حطين وصلاح الدين. القدس يا إخوتي.. يهدده خطر التهويد.. يا أحرار يا عرب..يا مسلمين. القدس يا أعزائي.. أرض مختارة.. من لدن الخالق رب العالمين. أرض يا أحبائي.. شهدت ميلادا.. لعدد من الأنبياء والمرسلين. شهدت في الختام.. إسراء ومعراج.. محمد من بين أنبيائه المقربين. اليوم تدنس بقاعه.. بيد وأرجل ولسان.. قتلة الأنبياء الكفرة الغاصبين. أمام مرآي الجميع.. ومسمع كل العالم.. يا أحرار الدنيا ويا رجال الدين. أيها المرابطون.. في رحاب الأقصى.. أنتم في حمى رب العالمين. إن حاولوا عبثا.. طمس معالمك.. فأنت دائما في قلب المؤمنين. إن حاولوا طرا.. نخر جذورك.. بالحفر والتنقيب وكذا التمكين. بحثا عن أسرار.. لهيكل وهمي.. لتبرير الاحتلال والتهجين. فإن القوة والجور.. والظلم الدفين.. لا ينفع أبدا مع الحق المبين. أين عاد وثمود.. أين ارم ذات العماد.. لا دواما حقا لظلم الظالمين. الأقصى يستنجد.. يطلب الخلاص.. من قتلة الأنبياء المجرمين. الأقصى صامد.. رغم التهديد.. باعتصام المرابطات والمرابطين. اسألوا التاريخ.. عن سكانها الأولون.. المنحدرين من العرب الكنعانيين. نزحوا من الجزيرة.. موطن العرب.. منذ آلاف.. آلاف من السنين. فوق جبال القدس.. حطوا رحالهم.. وأصبحت موطن اليبوسيين1. حول نبع غزير.. أنشئوا مدنا.. استوطنوا القدس بلاد فلسطين. لم يظهر لليهود.. أي أثر في القدس.. قبل..ثلاثة آلاف من السنين. توالت الحملات.. على القدس مرات.. تصدى فيها السكان للمتسللين. اليوم يكرر.. المرابطات والمرابطون.. التصدي القوي للمغتصبين الغاشمين. أين العرب.. أين النخوة القومية.. أين يا ترى صحوة ونجدة المسلمين. لقد فقدنا كلنا.. الحس القومي العربي.. والإيمان بروح الكرامة والدين. ماذا نقول للتاريخ؟؟ ماذا نقول لضعفنا؟؟ ماذا نقول غدا لأبنائنا القادمين؟ لم يعد لنا صوت.. ولا أثر يذكر. لم يعد لنا حق بين الآدميين. لم يعد لنا أصل.. أو هوية أصيلة.. ندافع عنها بين المدافعين. الخزي والعار.. لأصحاب القرار.. في أمتنا الجبناء المستسلمين. الخزي والعار.. لحكامنا الخنوعين.. لقوى الظلم والعدوان صاغرين. الخزي والعار.. لصراع الإخوان.. صدهم عن انتفاضة المؤمنين. ألم نمل بعد.. من النزاعات بيننا.. تشل قوانا أمام جحود المغتصبين؟ صرخة القدس.. ونداء الأقصى.. يجلجل في صدور الغاضبين. لا بد من الرد.. مهما طال الزمن.. على الخونة وعلى المعتدين.. النصر والتمكين.. آت لا ريب فيه.. بتحدي المرابطات والمرابطين. النصر والتمكين.. آت لا ريب فيه.. بإرادة وقوة شعب الجبارين. النصر والتمكين.. آت لا ريب فيه.. بحجارة الأطفال الثائرين. النصر والتمكين.. آت لا ريب فيه.. فللبيت رب يحميه من المعتدين. فبنو صهيون.. في انقراض لا محالة.. قدرهم الشتات إلى يوم الدين. بنعيسى احسينات - المغرب ------------------------------- 1. اليبوسيون: هم أول من سكن القدس ، وهم من قبيلة يبوس التي تنحدر من الكنعانيين ، وهم بطن من بطون العرب الأوائل وفرع من الساميين ،وقد نزح اليبوسيون من شبه الجزيرة العربية موطن العرب منذ أربعة ألاف سنة قبل الميلاد إلى القدس في فلسطين.