من المبعوث الخاص للوكالة توفيق الناصري - أكد المدير العام لهندسة المياه بكتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة السيد مجيد بنبيبة أن المغرب في طليعة البلدان في مجال السياسات المتعلقة بتعبئة وتدبير الموارد المائية، وذلك بفضل مجموعة من الإجراءات منها ، على الخصوص ، الاستراتيجية الوطنية الجديدة لقطاع المياه. وأوضح السيد بنبيبة ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش انعقاد المؤتمر الوزاري الأورو-توسطي الرابع حول الماء ، اليوم الثلاثاء ، بمدينة برشلونة (شمال شرق إسبانيا) ، أن هذه الاستراتيجية التي تم إطلاقها سنة 2009، يتم تنفيذها من خلال مقاربة تشاركية تشمل جميع الفاعلين المعنيين. وفي هذا الصدد، أبرز المسؤول المغربي أن الاستراتيجية الوطنية الجديدة لقطاع المياه شكلت موضوع عرض قدمه الوفد المغربي ، أمس الاثنين ، خلال ورشة غير رسمية حول "الماء في بلدان المتوسط: المشاكل والحلول" انعقدت ببرشلونة في إطار هذا المؤتمر الأورو-متوسطي المنظم في إطار الاتحاد من أجل المتوسط. وأشار إلى أن هذا العرض الذي ذكر بتجربة المملكة في هذا المجال في مجال المياه، كان "موضع تقدير كبير" من قبل المشاركين في أشغال هذه الورشة غير الرسمية. وذكر بأن الاستراتيجية المغربية تتركز على العديد من المحاور التي تهم ، بالخصوص ، تدبير الطلب على المياه من خلال اعتماد الاقتصاد على هذا المورد الطبيعي في كافة القطاعات الاقتصادية سواء تعلق الأمر بالفلاحة والصناعة والسياحة والإمدادات بالماء الصالحة للشرب. وأكد السيد بنبيبة أن أحد عناصر هذه الاستراتيجية يتعلق بتطوير العرض، مشيرا ، في هذا الإطار ، إلى أن "حوالي ستين من السدود الكبرى وألف من السدود الصغرى سيتم إنجازها في أفق سنة 2030"، بالإضافة إلى مشاريع أخرى لنقل المياه التي تصب في البحر في المناطق الشمالية إلى المناطق بجنوب المغرب، وبرنامج تحلية مياه البحر والمحافظة على المياه الجوفية. وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية الوطنية تتضمن ، أيضا ، موضوع التغيرات المناخية وعلاقتها بالإجراءات التي يجب اعتمادها لمواجهة ظاهرة الجفاف والفيضانات. تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الوزاري الأورو-متوسطي الرابع حول الماء الذي نظم ببرشلونة في إطاري الاتحاد من أجل المتوسط والرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي، تميز بمشاركة مسؤولي القطاعات المكلفة بالماء والبيئة بالبلدان أعضاء الاتحاد من أجل المتوسط وممثلي مؤسسات إقليمية ودولية فاعلة في هذا المجال. وكانت الوزارات المكلفة بالبيئة والماء ببلدان الاتحاد من أجل المتوسط قد اتفقت خلال المؤتمر الوزاري الأورو-متوسطي الثالث حول الماء (دجنبر 2008 بالأردن) والذي توج بإعلان يحدد التوجهات الكبرى للاستراتيجية حول الماء، على تحديد هذه الاستراتيجية على المدى البعيد في حوض البحر الأبيض المتوسط. وأكد الإعلان على الأهمية التي يكتسيها التعاون الفاعل في مجال الماء بين الشركاء الأورو-متوسطيين لرفع التحديات التي تواجهها بلدان المنطقة، وتمكينها من الأدوات اللازمة لتحقيق هذا الأمر. كما أكد على أهمية دعم وتعزيز هذا التعاون ، خاصة في مجالات التدبير المندمج للموارد المائية والتزود بالماء والتطهير السائل وكذا موارد المياه العذبة العابرة للحدود ، في إطار التنمية المستدامة وبشكل يضمن ولوجا عادلا وتزودا ملائما بالماء.