من مبعوثي الوكالة - مراكش 7-12-2009 تم اليوم الإثنين عرض الفيلم المصري "هيليوبوليس"، أول عمل للمخرج أحمد عبد الله السيد، في إطار المسابقة الرسمية للدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي ستتواصل فعالياته إلى غاية 12 دجنبر الجاري. وتروي أحداث فيلم "هليوبوليس" قصصا لأشخاص مختلفين تدور خلال يوم واحد، تتقاطع فيه أحلامهم وطموحاتهم. ورغم كونه يوما عاديا بالنسبة لهم في حي "هليوبوليس"(مصر الجديدة)، إلا أنه ينتهي بهم بنوع من الفشل والإحباط فيما اعتزموا إتمامه في ذلك اليوم، ليعيشوا على أمل أن يعيدوا المحاولة في يوم آخر. وتمكن الفيلم منذ المشاهد الأولى من جذب المشاهدين إلى شخصياته التي تعانى من أزمات يومية متكررة، فمنهم الطبيب، المسيحي الديانة، الذي يجسد دوره الفنان هاني عادل والذي يرغب في الالتحاق بوالدته وشقيقه بكندا، ويعرض شقته في مصر الجديدة للبيع، ويسعى خطيبان لشرائها لإتمام زواجهما. ويحول الزحام الرهيب في شوارع القاهرة دون أن يصل الخطيبان على متن سيارتهماإلى الموعد لاقتناء الشقة أو لشراء تجهيزاتها فيما تمر الساعات رتيبة والجندي يقوم بحراسة حي ما لا مؤنس له سوى راديو "ترازيستور" قديم وكلب يشاركه طعامه وشرابه، ويتطلع إلى العالم من حوله في صمت بليغ وناطق. في حين يقوم الفنان خالد أبو النجا، بدور الطالب الجامعي الذي يقوم بإجراء بحث حول الأقليات في مصر، ويذهب إلى ملاقاة مسنة تدين باليهودية (تجسد دورها الفنانة عايدة عبد العزيز)، وتقيم بهذا الحي منذ سنوات طويلة لاستقاء معلومات عنها وعن واقع الحي ومعماره قبل عقود. وتقوم بدور "إنجي" في الفيلم الفنانة حنان مطاوع التي تحلم بالهجرة إلى فرنسا، وتهرب من منزل عائلتها في طانطا، وتكتفي ببعث رسائل ونقود تؤكد لوالديها أنها تقيم وتشتغل بباريس فيماهي عاملة بفندق متواضع بمصر الجديدة. وقد حاول المخرج أحمد عبد الله السيد، في هذا العمل الفني إبراز التغيرات التي عرفها حي "هليوبوليس"، وكذا تناول التحولات السياسية والسوسيولوجية والثقافية التي طرأت على الحي خلال الخمسين عاما الماضية، وذلك من خلال حيوات أبطال الفيلم الذين يعيشون أياما محبطة بأحلام مجهضة. ويجسد الفيلم، الذي يسير منذ المشاهد الأولى بإيقاع بطيء، واقعا معاشا دون أن يسعى لتقديم حلول بل ترك الباب مواربا أمام التأويل. كما جسد الفيلم في الآن ذاته الحنين للزمن الجميل الذي ترك بصماته على حياة الكثيرين من خلال بناء درامي محكم ودقيق تتحرك فيه كاميرا المخرج لتمزج الوثائقي بالدرامي وتصور الواقع الراهن الذي سيطر عليه قنوط أفراده ويأسهم من حياة رتيبة. يشار إلى أنه يتنافس على جوائز مهرجان مراكش الدولي 15 فيلما للفوز بالجائزة الكبرى (الذهبية)، والجائزة الخاصة للجنة التحكيم، وجائزتي أفضل ممثل وأفضل ممثلة.