تم خلال عطلة نهاية الأسبوع الجاري بجامعة ميسين بصقلية (إيطاليا)، التوقيع على اتفاقية في مجال التعاون الجامعي الدولي بين مختلف الجامعات المتوسطية والدولية. وتأذن هذه الاتفاقية التي يوجد المغرب طرفا فيها، بميلاد شبكة جامعية تروم تشجيع التبادل الجامعي والنهوض بالبحث العلمي، خاصة في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. وكان الوفد المغربي مشكلا ، خلال حفل التوقيع على الاتفاقية ، من السيدين الطيب الشكيلي بصفته رئيسا لجامعة محمد الخامس-السويسي ورئيسا لمؤتمر رؤساء الجامعات المغربية، ومحمد مرزاق رئيس جامعة القاضي عياض بمراكش. وتمثل الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاقية فهي على الخصوص جامعات في كل من ليبيا، ومصر، وقبرص، وإسبانيا، والولايات المتحدة، والجزائر، والأردن، وروسيا، وتركيا، وإيطاليا، فضلا عن جامعات روتجيو كالابريا وميسين وكاتان وباليرمو وإينا. وأبرز السيد فرنسيسكو توماسيلو رئيس جامعة ميسين في كلمة بالمناسبة ، أهمية تعزيز التعاون بين مؤسسات التعليم العالي والبحث، من أجل "إقامة شبكة للمعرفة وتقويتها"، داعيا ، في هذا السياق ، إلى إحداث فضاء متوسطي للتبادل الحر للمعرفة. وذكر أن "التعاون المثمر بين مختلف ثقافاتنا، مكن على امتداد قرون من نشر القيم الأساسية للتنمية، وكذا نشر المعنى الحضاري للسلم". ومن جهته، أشار السيد الشكيلي إلى الدور المحوري للجامعة في عالم متحول بفعل العولمة، وبزوغ تكنلوجيات حديثة للإعلام والاتصال، وإقامة مجتمع المعرفة والابتكار. وأبرز، في هذا السياق، التحديات التي تواجهها الجامعة في مختلف المجالات، والتي تطرح أمامها مهام جديدة وتدفعها الى ملاءمة عملياتها ومناهجها بغية التخفيف من انعكسات العولمة. وتطرق، في هذا الإطار، إلى الأسس والقيم التي ينبغي ان تؤثت للتعاون الجامعي، خاصة الشراكة المتوازنة والتقسيم المتبادل للمعرفة والنهوض بتعاون يسوده الانفتاح في ظل احترام للقواعد الأخلاقية وبعيدا عن الرؤى الضيقة . وشدد السيد الشكيلي الذي استعرض مختلف الأشكال التي قد تطبع التعاون الجامعي، على أن هذا التعاون يشكل مفتاحا لبيداغوجية حقيقية بهدف التعرف بشكل جيد على الآخر ، وتقبله بكل ما يحمله من اختلاف، واحترام قيمه، بدل تجاهله او رفضه . من جانبه، ثمن القنصل العام للمغرب بصقلية السيد يوسف بلا ، إبرام هذه الاتفاقية ، معتبرا بانها " نموذجا للشراكة شمال -جنوب وجنوب - جنوب وللانخراط الفعال للجامعات المغربية". وأبرز الدبلوماسي المغربي أن تقاسم الخبرة والولوج للمعرفة، هما السبيلان الأمثل للقضاء على سوء الفهم بين المجتمعات، وردم الهوة الثقافية التي ما فتئت تزداد اتساعا في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وخلص السيد بلا إلى أنه أصبح جليا بأن دور المؤسسات الجامعية، باعتبارها فاعلا دوليا نشطا، يعد امرا أساسيا لإرساء السلام وتعزيز التعاون الدولي.