أحيت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ، مساء أمس الجمعة بالدارالبيضاء، الذكرى الأربعينية لرحيل رئيسها السابق الأستاذ عبد الله الولادي وذلك بتنسيق مع عائلة الفقيد . واستحضر السيد فتح الله ولعلو، نائب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في مداخلته مناقب الفقيد والجهود التي بذلها في المجال الحقوقي . واعتبر السيد ولعلو، الفقيد، الذي تشبع من معين مدرسة الاتحاد الاشتراكي، من طينة متميزة كرس حياته للدود عن حقوق الإنسان، مضيفا أن الرجل عرف بتفانيه في العمل النضالي. ومن جهتها قالت السيدة أمينة بوعياش رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ، إن كافة أصدقاء وعائلة الفقيد ما يزالوا تحت صدمة فراق أحد أبرز الوجوه النشيطة في مجال الشأن العام وخاصة حقوق الإنسان. وأضافت أن الفقيد كان يتميز بقدرة فائقة على الإنصات لمختلف الآراء من أجل بلورة مواقف واضحة ومسؤولة في مجال احترام حقوق الإنسان مكنته من الإلمام بتفاصيل المشهد الحقوقي. وأجمع باقي المتدخلين خلال هذا الحفل، الذي تميز بحضور شخصيات تعمل في المجالات الحقوقية والسياسية والنقابية والفنية والإعلامية إلى جانب أسرة الراحل ، أن هذا الأخير جسل أنبل صور المناضل المتسلح بقناعته وقدرته على الإنصات والإقناع بصدر رحب وروح مرحة. واستحضروا أهم ما تميز به الفقيد من عطاء واسع امتد منذ أن كان طالبا ثم محاميا بارزا إلى أن أصبح حقوقيا صلبا، مبرزين في الوقت ذاته أن الراحل ، عرف بنشاطه في الوسط الطلابي في ستينيات القرن الماضي ، فضلا عن تفانيه في العمل السياسي والنضالي. وأوضحوا، أن الفقيد، الذي ساهم في إبراز مجموعة من المدارس السياسية، كان رجل إجماع ومدافعا من أجل تقريب وجهة النظر لفسح المجال أمام مساهمة المناضلين لنصرة القضايا الوطنية. وذكروا بأن الراحل، الذي عرف بالكفاءة في مهمته كحمامي بارز، لم تقتصر نضالاته على القضايا المغربية، بل تعدتها إلى خارج حدود الوطن لتمتد وتشمل القضية الفلسطينية. وأكدوا أن الفترة التي قضاها الولادي كرئيس للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، اتسمت بكونها حقبة ممتازة سعى فيها للتصالح وتكريس حقوق السجناء داخل مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء ، مشيرين إلى أن الفقيد يشهد له بأنه صاحب المبادرات الوازنة، والحوار الهادئ والمؤمن بالرأي والرأي الآخر. ونوهوا بنزاهة الراحل ونضاله الكبير من أجل حقوق الإنسان، معتبرين أنه يعد نموذجا ومثالا يحتذى في المجال الحقوقي الجاد. تجدر الإشارة إلى أن الراحل عبد الله الولادي، الذي انتقل إلى عفو الله يوم 19 يناير الماضي في مستشفى بالضاحية الباريسية عن عمر يناهز 69 عاما، كان رئيسا للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان في الفترة ما بين 2000 و2006. وحصل الراحل، الذي كان محاميا بهيئة الدارالبيضاء، على الإجازة في الآداب العربي سنة 1963 وعلى إجازة في الحقوق سنة 1970. كما كان عضوا في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.