وفية للموعد، تفتح مدينة فاس ذراعها ابتداء من مساء اليوم الأربعاء لاحتضان عشاق التراث الفني الخالد على إيقاعات الدورة 15 للمهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية التي يعد الحفاظ عليها انشغالا حيا للنخبة الفنية بالعاصمة الروحية. !-- /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-parent:""; margin:0cm; margin-bottom:.0001pt; text-align:right; mso-pagination:widow-orphan; direction:rtl; unicode-bidi:embed; font-size:12.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman";} @page Section1 {size:612.0pt 792.0pt; margin:72.0pt 90.0pt 72.0pt 90.0pt; mso-header-margin:36.0pt; mso-footer-margin:36.0pt; mso-paper-source:0;} div.Section1 {page:Section1;} -- فمن منطلق الفخر بهذا الإرث الموسيقي التاريخي الذي يجد مكانه ضمن أعرق التعبيرات الفنية عبر العالم، يحرص أهل فاس على الالتفاف في موعد سنوي يحتفي بالتجارب المختلفة في مجال الموسيقى الأندلسية.
يقول عبد المالك الشامي، أحد المسؤولين الفنيين الذي واكب المهرجان منذ تأسيسه، إن الأمر يتعلق، خلال كل دورة، بتقديم مجمل أطياف التراث الموسيقي الأندلسي في مناسبة تنشطها فرق ذات صيت واسع الى جانب مواهب موسيقية صاعدة.
ويتضمن برنامج الدورة حفلات يحييها جوق محمد العربي التمسماني من تطوان، بقيادة أمين الأكرمي، وجوق آسفي بقيادة محمد باجدوب، وجوق محمد البريهي بقيادة أنس العطار وجوق عبد الكريم الرايس بقيادة محمد بريول وجوق البعث بقيادة عبد الفتاح بنموسى.
كما ينتظر مشاركة فرق المعهد الموسيقي لتطوان برئاسة المهدي شعشوع، وجمعية روافد طنجة برئاسة عمر المتيوي، وطلبة المعهد الموسيقي بفاس، برئاسة ادريس برادة وشباب فاس برئاسة محمد العثماني وجوق جمعية أصدقاء الآلة للرباط برئاسة عبد الكريم المنصوري.
وهكذا برمج المنظمون مجموعة متنوعة من الأمسيات بالاضافة الى تنظيم لقاء حول "البحث في مجال الموسيقى الأندلسية المغربية"، ومعرض فني وتكريم لمولاي العربي الوزاني اعترافا بعطاءاته في هذا المجال.
وستشكل الدورة التي تنظم تحت شعار "أجيال وجهود في خدمة التراث" إسهاما جديدا في الحفاظ على الموسيقى الاندلسية التي تكمن هشاشتها في استمرار تناقلها عبر الطريق الشفهي بالرغم من الجهود المبذولة منذ الاستقلال لنشره وبعثه وتعليمه.
وعلى المستوى الوطني، تم تخصيص برامج حول هذا التراث العريق على أمواج الإذاعة وشاشة التلفزة، ويتم تعليمه مجانا في المعاهد الموسيقية، كما تنظم العديد من المهرجانات في المغرب والخارج من أجل النهوض بهذا الفن.
وبالرغم من هذه الجهود، فإن العديد من المهتمين يعتبرون أنه من الضروري إخراج الموسيقى الأندلسية من قالبها الشفهي والعمل على تكوين الشباب لتسلم المشعل من كبار الرواد الذين يتقلص عددهم باستمرار.
وتكمن الوسيلة المثلى للحفاظ على الموسيقى الأندلسية في توثيق هذا الرصيد الهائل لتسهيل عملية تعلمه وتطوير أدائه. وعلى هذا الموضوع بالذات سينكب المشاركون في ندوة حول "البحث العلمي في الموسيقى الأندلسية المغربية" من خلال تقديم قراءة جديدة لأعمال مولاي العربي الوزاني وابراهيم بن محمد بن عبد القادر التادلي وسليمان الحوات.